جاسر عبدالعزيز الجاسر
تمادى النظام الإيراني في مواصلة تجاوزاته التي تكشف المدى البعيد الذي يفرضه على العراق والذي يتم التجاوب معها من قِبل عملائه الذين يحكمون العراق الآن.
فبعد الإعلان عن تعيين العميد أيرج مسجدي مستشار قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الإرهابي الدولي سفيرًا لنظام طهران في بغداد، عقب ذلك أعلنت طهران احتجاجها على كثرة فتح القنصليات للدول وبالذات العربية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي ويُدار من قِبل حكومة ورئيس وبرلمان منتخب، وكل ذلك»وفق الدستور العراقي» الذي أتاح للأقاليم تشكيل حكومات محلية، وقد كشفت إيران عن ضيقها وغضبها من تعدد فتح القنصليات وبالذات العربية في أربيل وذكرت بالتحديد قنصلية المملكة العربية السعودية، ووصل الاستفزاز لملالي إيران حداً لا يمكن احتماله من قِبل أي عراقي يحمل ذرة شرف ووطنية بعد أن أصبح المسؤولون في النظام الإيراني يفرضون ما يجب على من يحكم العراق عرباً أو أكراداً أن يفعلوه مثلما ورد على لسان المدعو محمد حسين رجي قائد الحرس الثوري الإيراني في محافظة سنة بكردستان الإيرانية، والذي ادّعى بأن وجود 36 قنصلية في أربيل أمر غير طبيعي، وطالب بكل وقاحة إغلاق قنصلية المملكة العربية السعودية، وهذا الاستفزاز الذي أثار الاشمئزاز والغضب لدى أبناء إقليم كردستان رئيساً وحكومة وأعضاء البرلمان والمواطنين الأكراد دفع حكومة كردستان إلى الرد على النظام الإيراني مؤكدة بأنها تعمل على إقامة علاقات ودية مع دول الجوار وجميع دول العالم، وتمنت أن تكون إيران مثل غيرها من الدول أن يكون تعاملها مع الدول المجاورة تعاملاً يرتقي إلى المبادئ الدولية والتمسك بحسن الجوار وأن تكف عن التدخل في شؤونها الداخلية.
القضية الكردية لم تجد لها صدى في بغداد التي تستعد لاستقبال مجرم حرب من النظام الإيراني ومطلوباً دولياً سفيراً لملالي إيران في بغداد إذ إن السفير الإيراني الجديد والذي كان إلى ما قبل إعلان تعيينه سفيراً لطهران في بغداد «العميد أبرج مسجدي» يعمل مستشاراً أول لقائد فيلق القدس الإرهابي، واسمه مدرج في قائمة الإرهاب الدولية، وقد استغربت الأوساط الدبلوماسية من السفارات القليلة العاملة في بغداد أن تتم الموافقة وقبول إرهابي دولي ومجرم حرب سفيراً سيفرض القبول به الالتقاء والاختلاط بالأسرة الدبلوماسية العاملة في العراق، والسفير الإيراني الجديد يعرفه العراقيون الشرفاء جيداً، فمجرم الحرب هذا اشتهر بتصريحاته الطائفية والعدوانية ضد العراقيين العرب والسنة معاً، فقد كشف عن قذارته الطائفية في شهر مايو الماضي إبّان معركة إخراج تنظيم داعش الإرهابي من الفلوجة، بقوله إن مشاركة الحرس الثوري الإيراني في معركة الفلوجة كان من أجل أن تبقى إيران مركزاً للتشيع في العالم، وأننا نعتبر مشاركتنا في المعركة دفاعاً عن إيران وحدودها.
السفير الجديد إرهابي ومجرم حرب يخلف سفيراً آخر من نفس الطينة ومع هذا لا نجد رفضاً ولا احتجاجاً عراقياً على تداول واستمرار السفراء الإرهابيين الطائفيين على العراق، في حين كانت اعتراضاتهم تتوالى على السفراء العرب الذين سعوا إلى إعادة العراق إلى بيته العربي فيما يعمل سفراء ملالي إيران على تكبيل العراق بقيود الطائفية والإرهاب ولهذا فإن كل من يعين في بغداد ودمشق وبيروت ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني صناع الإرهاب الطائفي.