عروبة المنيف
تتطلع النساء السعوديات بمزيد من التفاؤل يوماً بعد يوم للتحركات والمبادرات التي تقوم بها الهيئة العامة للرياضة في مجال الرياضة النسائية، ولا سيما بعد تعيين امرأة في منصب هام في الهيئة، فقد كان تعيين الأميرة ريما بنت بندر في منصب وكيل الرئيس للقسم النسائي للهيئة العامة للرياضة بمثابة بارقة أمل كبيرة في إسراع الخطى وقفز الحواجز للفتاة السعودية في أن تمارس النشاط الرياضي بشكل منظم ومؤهل وباحتراف عالٍ، التي كانت محرومة منه لعقود طويلة.
لا يخفى على الجميع المعاناة اليومية والهاجس المستمر الذي ينتاب المرأة السعودية فيما يتعلق بالزيادة المضطردة في وزنها وما لتلك الزيادة من تبعات سيئة. فمع ازدياد أعداد النساء اللواتي يعانين من البدانة، ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية، حيث إن غالبية الأمراض الشائعة سببها السمنة وزيادة الوزن، كأمراض القلب والضغط والسكر والتهاب المفاصل وغيرها، ناهيك عن جراحات السمنة التي أصبحت تجارة رائجة على الرغم من خطورتها وارتفاع تكاليفها، ولا تهون الآلام النفسية التي تنتاب المرأة باستمرار جراء هوس تخفيض وزنها ورشاقتها. إن إشكالية البدانة والوزن الزائد لن يتم السيطرة عليها إلا باتباع الأساليب الوقائية من أنظمة غذائية ونشاط رياضي مكثف ومتاح وغير مكلف، فتوغل النشاط الرياضي في جميع هياكل المنظمات سواء الحكومي منها أو الخاص هي من الضرورات الوقائية وعلى الأخص في المرافق التعليمية كالمدارس والجامعات، ولقد أصبح حافز تخفيض الوزن للنساء عالياً الآن ليصبحن فارسات يمتطين جيادهن برشاقة وخفة، وذلك بعد الوعد الذي أعطاه الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني ورئيس مجلس إدارة نادي الفروسية لإحدى حاضرات المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير في مقر النادي بالرياض، عندما أصرت على تخصيص أندية لممارسة النساء لرياضة الفروسية وتسهيل مشاركتها في المسابقات فرد عليها ممازحاً إياها «بأن عليكن أنتم معشر النساء أن تخفضن من أوزانكن حتى تشاركن في تلك الرياضة»، وتشترط قوانين وأنظمة سباقات الفروسية أن يكون الحد الأقصى لوزن الفارس إثنان وستون كغم! لذلك هناك على الأقل بادرة أمل للنساء في أن يصبحن فارسات مغوارات يقدن جيادهن، وبهذه الحالة سيزداد الضغط على الهيئة العامة للرياضة في المزيد من التحرك لنشر الحس الرياضي في كل الاتجاهات، فحال الرياضة النسائية الآن ما زالت تحبو والآمال ما زالت معقودة على تحركات سريعة من فارستنا المغوارة الأميرة ريما بنت بندر بتكثيف التحركات في مجال التطور الرياضي النسائي للتخفيف من سمنة النساء والوصول للوزن اللازم ليصبحن فارسات رشيقات.
مع شرط الوزير سيكون من الصعب التحاق غالبية النساء في رياضة الفروسية على الأقل في الوقت الحالي، فمشوار الفارسات السعوديات في قفز الحواجز ودخول المسابقات ما زال طويلاً في ظل الاستحياء الظاهر لنشر الرياضة النسائية بشكل هيكلي ومنظم وأكثر توسعاً واحترافاً.