عماد المديفر
من يعتقد بإمكانية عقد اتفاقية سلام مع حزب ما يسمى «أنصار الله» الحوثيين كمن يعتقد بإمكانية عقد اتفاقية سلام مع «داعش» أو «حزب الله» أو «القاعدة».. لا فرق..
فميليشيات الحوثيين اليوم هي كما ذكرت في مقالات سابقة.. جسم غريب عن المجتمع اليمني.. لا من حيث النشأة والأيديولوجيا، ولا من حيث الدعم والتوجيه، ولا من حيث الأهداف والغايات.. إذ يغلب على أهلنا وإخواننا وأبناء عمومتنا اليمنيين.. أهل هذا البلد الطيب.. منهج الاعتدال والوسطية والتسامح وحب الخير والتزام السنة النقية والزيدية الأصيلة التي كان عليها الإمامان الحبران الشوكاني والصنعاني عليهما رحمة الله.. والتمسك بصحيح الدين.. وقبول الاختلاف الفقهي.. والبعد عن التشدد والتزمت والتكفير الذي يقوم عليه منهج التنظيمات الإرهابية المسلحة الدخيلة على اليمن وأهله.. كأنصار الله والقاعدة وداعش، وجماعة الشباب المؤمن الذين رفعوا شعارات التكفير والقتل واللعنات والثورات على أهلهم وبلدانهم وأبناء عمومتهم وجيرانهم وعزوتهم وعلى العالم أجمع عبر شعارهم الإرهابي التكفيري: «الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام».. مدعين كذباً وزوراً أن ذلك باسم الدين، ونصرٌ للإسلام.. لتضليل الجهلة والرعاع المساكين الذين هم حطب لمخططاتهم الخبيثة لحكم اليمن والتسلط على رقاب اليمنيين وإذلالهم وفرض الإتاوات وفروض الطاعة لعبدالملك الحوثي وزبانيته كفروض دينية مقدسة.. فجلبوا الويلات والدمار والخراب والفقر والحروب لليمن وأهله.. والإسلام من كل ذلك براء.. فكان من الجهلة المساكين الرعاع من رهنوا أنفسهم وحياتهم وأهليهم وأموالهم ووطنهم لخدمة أجندة الشيطان القابع في طهران.. الذي غزاهم فكرياً منذ منتصف الثمانينيات عبر مخيمات وتجمعات وحلقات «الشباب المؤمن» ومحاضرات وملازم عميل طهران «حسين بدر الدين الحوثي» قبل أن يغزوهم عملياً وبقوة السلاح عبر «أنصار الله» وبقيادة العميل ذاته الهالك «حسين الحوثي» - أو حسين اليماني الذي تم تقديمه للجهلة والمساكين بأنه الممهد لخروج المهدي المنتظر، والذي يقابل المهدي بالسر ويأخذ التوجيه منه كما تقول خزعبلات إيران التي نشرتها بينهم عبر كتب لبنانية شيعية اثني عشرية ككتاب «عصر الظهور» للكوراني والذي عمل الحوثيون على توزيعه وأمثاله من هذه المنشورات في مناطق صعدة وما جاورها - واليوم ينوبه في العمالة ومخطط تدمير اليمن باسم «الدين ونصرة المظلومين» أخوه الخبيث «عبدالملك» عبر التنظيم ذاته «أنصار الله».. النسخة المشابهة حد التطابق لتنظيم «حزب الله».. كأحد أدوات الولي الفقيه الإرهاية التخريبية في بلداننا العربية..
العميل «عبدالملك» الذي بكل خسة ودناءة وغدر لا يتوانى عن المتاجرة بالدماء اليمانية، ومعاناة أهلنا وأُسَرِنا وقبائلنا اليمنية الزيدية العريقة.. فهو لا يراهم إلا أدوات رخيصة يستخدمها في سبيل تدمير اليمن ومد نفوذ ولي نعمته في طهران إلى صنعاء، والتحكم بمضيق باب المندب تمهيداً لتحقيق حلمهم في هدم الكعبة المشرفة والسيطرة عليها.. كما صرحوا بذلك دون مواربة، إن من جهة نظام ملالي طهران أسياد العميل الإرهابي الصغير عبدالملك الحوثي الذين اعتبروا أن «صنعاء» أضحت بجهود العميل «الحوثي» تحت حكمهم وسيطرتهم إلى جانب «بغداد ودمشق وبيروت» كما يدعون، أو من جهة الإرهابي عبدالملك ذاته والذي صرح بأن «الطريق إلى تحرير القدس يمر بمكة»، في إشارة إلى تبرير استهدافه بيت الله الحرام الذي جعله الله سبحانه مثابة للناس وأمناً.. وهي أدبيات عصابات الولي الفقيه ذاتها الإرهابية التكفيرية في طهران.. ثم يدعي هذا الخبيث «عبدالملك» بأنه زيدي المذهب! وقد كذب، وما ادعاءاته تلك إلا التقية التي تعلمها من أسياده في طهران.. والتي لا يعرفها أبناء اليمن الأعزة الشرفاء ويستحقرون معتقدها ويسموها بالنفاق والجبن.
اليوم أضحت الأمور أكثر وضوحاً لليمنيين كافة.. سنة وزيدية وإسماعيلية وصوفية.. إذ لم تعد خدعة الحقوق والمظلومية واستخدام الدين تنطلي على الشعب اليمني.. وتكشفت عمالة الحوثي الطائفي وأنه مجرد بيدق عميل صغير ورخيص في يد طهران.. لا يمتلك قراره..
فتنظيم «أنصار الله» بقيادة «الحوثيين» ومنذ خروجهم المسلح منتصف 2004 وخوضهم ست حروب متتابعة ضد اليمن حكومة وشعباً، باسم الدين والحقوق والمظلومية المزعومة.. إلى يومنا هذا.. وانقلابهم المسلح على الشرعية اليمنية، وعلى مخرجات الحوار الوطني اليمني وبنود المبادرة الخليجية التي سعت لحل سياسي شامل يضمن مشاركة كل الأطراف اليمنية في حكم البلاد.. إلا أن ميليشيات الحوثي لم تلتزم ولم يحل ذلك دون غدرهم لأهلهم وغزوهم المدن اليمنية الواحدة تلو الأخرى مرتكبين أبشع الجرائم والانتهاكات في حق اليمنيين العزل والتي تجاوزت في عام 2016 م فقط - خلى ما قبله- وبحسب التحالف اليمني الشعبي لرصد انتهاكات حقوق الإنسان؛ أكثر من 17 ألف انتهاك تنوعت ما بين قتل (2466 قتيلاً و6042 جريحاً) واعتقال تعسفي وتعذيب (بلغ عدد المختطفين أكثر من 5000 مختطف بينهم نساء وأطفال) وتدمير للممتلكات وهدم للمستشفيات وتهديد للأطباء (تم تدمير 777 من الممتلكات العامة و2751 من الممتلكات الخاصة).. وحصار وتجويع وخصوصاً في تعز التي من نجا من أهلها من القصف الحوثي وسوء العناية الصحية لم ينجُ من الجوع والعطش.. كل ذلك كشف بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوثيين لن يلتزموا بأي معاهدات أو اتفاقيات تضمن سلاماً لليمن وأهله ودول الجوار.. لا قرار مجلس الأمن 2216 ولا غيره.. فهم مجرد ميليشيات إرهابية كداعش والقاعدة وحزب الله لا تعترف بالشرعية اليمنية أو الشرعية الدولية.. ولا تعرف إلا لغة القوة والحسم العسكري.. فلا مجال للتفاوض مع إرهابيين.. إذ لا حل سوى القضاء التام عليهم، فكرياً وأمنياً وعسكرياً.. طال الزمن أو قصر.. وإلا فالخراب.
إلى اللقاء.