سمر المقرن
مؤلمة جداً حادثة الحريق الكيميائية التي حدثت قبل أيام قليلة بمعمل في مدارس الحديثة المتوسطة والثانوية بالقريات أثناء تجربة منهجية، لكن الأكثر إيلامًا في هذه القضية، هو عدم وجود تفاعل يُذكر لا من قِبل وزارة التعليم ولا وزارة الصحة، خصوصاً مع البنات اللاتي تأثرنّ في هذه الحادثة بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة، أما الطالبات ذوات الإصابات الطفيفة فقد تلقّين العلاج مباشرة في مستشفى الحديثة العام، ومن استدعت حالتها التنويم تم نقلها إلى مستشفى القريات العام. ولنكن منطقيين، ولأننا نعرف الإمكانيات المتاحة في هذه المستشفيات، وقلة محدوديتها فقد استدعى الأمر بعض الأهلي بحمل بناتهن ونقلهن إلى الخارج بحثاً عن علاجٍ أفضل، ولأنّ غريزة الأبوة والأمومة ستجعل الأبوين يحاربان بحثاً عن علاج لابنتهما، حتى مع ضعف الحالة المادية لبعض أولياء الأمور، وهناك أُسر لم تتمكن من السفر بحثاً عن علاجٍ أفضل، فهناك الأم المطلقة والأرملة والتي يصعب عليها نقل ابنتها للعلاج في الخارج، فهل نترك البنات المصابات؟!
إنّ هذا الحادث يُصنّف ضمن الإصابة في مواقع العمل، وعليه فإنّ وزارة التعليم يجب أن تتحمل كافة النفقات التي تكلفها الأهالي في علاج بناتهم في الخارج أو في الداخل، وكذلك توفير علاج جيد للمصابات الأخريات الموجودات داخل المملكة، وبما أنّ الإمكانيات المتوفرة في مستشفيات القريات ضعيفة، فكان من المهم توفير طيارة إخلاء طبي لنقل المصابات في أحد المستشفيات الكبرى في الرياض أو جدة، أضف إلى ذلك، ونحن في فترة اختبارات هناك من المصابات بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة لم يتمكنّ من دخول الاختبار، فإنّ الحادث برمته له تأثير نفسي خطير على فتيات في هذه المرحلة، وتأثير نفسي أكبر بسبب عدم دخولهن الاختبارات، وهذا يستوجب تأهيلاً نفسياً للمصابات قبل عودتهن إلى مقاعد الدراسة.
حادث مثل هذا الحادث بلا شك هو مصيبة للأهالي، وصدمة نفسية قوية عندما يعرف الوالدان بأن ابنتهما مصابة وهم يشعرون بأنها في مدرستها بأمان، ومع هذه الصدمة النفسية هناك صدمة أخرى من تخاذل الجهات التي كانت من المهم أن تقف إلى جانب الأهالي في مصابهم، وتقديم كافة أنواع الدعم، وهذا واجب وليس فيه منّة من أحد.. ولا أقول إلا كان الله - سبحانه وتعالى - في عون هؤلاء الطالبات ودعواتي لهنّ بالشفاء العاجل.