«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
نادي يُخصم عليه من أعلى سلطة رياضية في العالم ثلاث نقاط، وأندية أُخرى تُهدد بنفس الطريقة.
ونادي يمنع من التسجيل للفترة الثانية بأمر الفيفا وقد يلحق به البعض.
ولاعب أجنبي يشتكي فريقه لهيئة حقوق الإنسان العالمية لعدم دفع مستحقاته منذ أشهر، ويشهر بكرتنا دون تدخل مسؤول من أي جهة.
ولاعبون محليون يترجون المسؤولين صرف مرتباتهم.
ومدربون يأتون ويرحلون لا نعلم لماذا أتوا ولماذا غادروا.
أندية مديونة، وتعيش في حال يرثى له، وقد تنهار بسبب الإفلاس.
وأندية تخترق النظام ولا تخاف لأنها صنفت نفسها فوق النظام بموافقة المسؤولين.
عبث في ساحة الحكام وعبث آخر ينطلق من لجنة الانضباط.
منافسات غير عادلة، ومباريات يدور حولها الشك في كافة درجات كرة القدم.
لاعبون لا يشعرون بالمسؤولية ولا يهمهم شعار أنديتهم في وقت الجد، وحينما تنتهي عقودهم يطالبون بالملايين وتخضع لهم الأندية خوفاً من ردة الفعل الجماهيرية.
وأندية جعلت كيانها مقراً لدار العجزة من اللاعبين المنتهين فنياً.
وسط رياضي متشنج ويغلي بسبب العاملين فيه.
وإعلام يزيد من الطينة بلة، وأصبح مثيرا للشك من خلال ما يقوله في البرامج الرياضية.
رؤساء أندية يدفعون بإعلامهم للواجهة ليتحدثوا بالنيابة عنهم في البرامج.
هراء وخبالة ونقصان في العقل يجرهم لنقصان القول والفعل.
إعلام لا يمثل الإعلام الحر والمهني والمستقل.
دوره فقط.. تأجيج القضايا وزيادة التعصب والاحتقان وإثارة الوسط الرياضي بمواضيع بعضها تافه.
هذا هو حال وسطنا الرياضي السعودي في السنوات الأخيرة.. المسؤولون منفلتون.. والبرامج الرياضية ضائعة.. والإعلام يفشل في إثبات حياديته وموضوعيته.
هو وسط منفر، والمبدعون أصبحوا يبتعدون عنه لكي لا يمسهم الكلام الجارح، ولم يبق فيه من المبدعين إلا قلة قليلة قد يأتي الدور عليهم ليخرجوا ويتركوا المجال لكل من هب ودب، وقتها ستنهار رياضتنا على أيد المتطفلين عليها والباحثين عن الشهرة وخدمة أنديتهم من خلال الاتحادات أو من خلال الإعلام.
قد يسأل أحدكم.. وهل من أمل لعودة الوسط الرياضي لجادة الصواب ؟
نقول نعم.. والأمل معلق في الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة الذي عليه حمل ثقيل في تغيير ما يمكن تغييره ولتفادي سقوط الوسط الرياضي وخاصة كرة القدم، التي إن استمرت على وضعها الحالي وبتصرفات خارجة عن النظام من قبل بعض رؤساء الأندية فإن إيقاف نشاطات اتحاد القدم قادم لا محالة، كما أن الحمل على رئيس اتحاد القدم الجديد الدكتور عادل عزت كبير جداً لإرساء العدل ما بين الجميع، ومحاولة تعديل اللوائح والأنظمة لخدمة كرة القدم، أما وزارة الإعلام فعليها أن تلتفت للوسط الإعلامي الرياضي بكل جدية، وعليها تفعيل دورها في هذا الجانب قبل أن تنفلت السبحة، فالوضع الإعلامي الرياضي في الفترة الأخيرة أصبح يعيش مأساة حقيقية من جراء بعض الحماقات التي نشاهدها في بعض البرامج الرياضية، والتعصب والتشنج الذي أثر وبشكل مباشر على المتلقي ليردد نفس اللغة التي تخرج من الإعلامي، وهذا خطير جداً، وقد يخلق لنا جيل «تافه» يعتمد على الغوغائية والانجراف خلف الأهواء والعواطف بدلاً من تحكيم العقل.