فهد بن جليد
ما هو شعورك لو حضرت (مناسبة) حفل زواج أو غيره، ووجدت أن صاحب المُناسبة كسر قاعدة الزواجات المُتعارف عليها، مُلغياً (الصمت المُطبق) الذي يعاني منه الحضور غالباً، واضعاً طريقة جديدة للجلوس بنظام (الطاولات المُنفصلة)، لتبدأ المجموعات الصغيرة حوارات جذابة فيما بينها، بعيدة عن المجلس الواحد والكبير الذي يجلس فيه الجميع، يشاهدون بعضهم صامتين وكأنهم في (حالة عزاء)، وهذه (سُنة حسنة) جديدة فيها تجديد وتوفير وحياة أخرى تبتعد بنا عن التقاليد القاتلة لمُناسباتنا الاجتماعية؟!.
الفكرة ببساطة أن تتخلى عن نظام العشاء التقليدي الذي ستُقدمه للمدعوين في الزواج أو المُناسبة، مُبتعداً عن المفاطيح والرز واللحم ونحوها، لتنشر عربات الفود تراك التي تقدم أنواعاً من المشروبات والمأكولات المنوعة، إضافة إلى أركان للشباب السعودي الذي يقدم ويعد وجبات متنوعة في الهواء الطلق أمام المدعوين - في حال كان الزواج أو المُناسبة في مكان مفتوح مثل الاستراحات أو غيرها - تخيّل معي أن كل إنسان يأخذ ما يحتاجه من طعام، وما يشتهيه، وما يُناسب ظروفه الصحية بشكل مُستقل..؟!.
ليس هناك وقت مُحدد للعشاء، فالمناسبة مُنذ ساعاتها الأولى وحتى مُغادرة الضيوف مليئة بالفرح والبهجة والحراك والتنقل بين (الطاولات) والمجموعات، وأركان الوجبات ربما تكون هناك كلمة ترحيبية، يمكن أن تكون هناك منصة استقبال، نحن في حاجة للتفكير في إدخال نظام اجتماعي جديد على مناسباتنا - التي تعاني عزوفاً وتناقصاً في أعداد الحضور - لنُضيف بُعداً آخر، نكسر به الرتابة والجمود، ليبعث على الأمل والسعادة في تجمعاتنا بعيداً عن التقليدية، والرسمية التي قتلت مناسباتنا الاجتماعية وكأننا نعيش كذبة كبيرة، ونختبئ خلف وجوه مُستعارة !.
إدخال مثل هذه الأجواء الجديدة على المناسبات الاجتماعية سيزيد من التفاعل بين الحضور، في حرية الحركة والتنقل بين الأشخاص الذين تعرفهم، لتشعر بحميمية خاصة، إضافة لكسر الحرج والعزلة عن بعض الحضور، كما تضمن بذلك أن كل ضيف حضر وغادر باكراً أو مُتأخراً بأنه حصل على حقه كاملاً من الضيافة والتقدير كون الطعام الذي يقدم له جديداً وخاصاً ومناسباً لرغبته في أي وقت .. إلخ !.
المسألة ليست رفضاً للعادات والتقاليد، بل يمكن التمسك بها (بصيغة عصرية) جديدة، تناسب المجتمع، حتى لا نجد أنفسنا غداً وحدنا (دون معازيم) نمارس المزيد من النفاق والكذب في مناسباتنا..؟!.
أكاد أجزم بأن مُعظم الناس سيتقبلون مثل هذه الفكرة ويؤيدونها، ولكننا في حاجة لمن يُعلق الجرس أولاً بكل جرأة وثقة، مُتخطياً ثقافة العيب ..؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.