إبراهيم عبدالله العمار
الصحافة والإعلام فيها النافع والفارغ، وزادت الأشياء الجوفاء اليوم لما انفجر الإعلام عبر الإنترنت، وصار أي شخص يستطيع أن يصنع موقعاً إخبارياً يملأه بأخبار تهويلية أو صور حسناوات ليتنافسوا على جذب القراء بأي طريقة ممكنة، ولهذا سأعطيك قائمة بأشياء إذا قرأتها فاعرف فوراً أنك تقرأ «خرابيط»:
- «الفنان روبرت دينيرو يقتل صديقه»، نوع من الكذب يعشقه محررو الصفحات الفنية، والمقصود بهذا العنوان أنّ الممثل سيلعب دوراً في فيلم يقتل فيه صديقه، لا أن الممثل نفسه قتل صديقه، لكن من يقرأ هذا سيُدهَش ويقرأ الخبر فوراً، وهذا ما يرغبونه، لذلك قل لهؤلاء المحررين: «هذه خرابيط!».
- «هذا العصير سيشفي السرطان في أيام!». كل مرض له علاج كما أخبرنا رسولنا عليه الصلاة والسلام، عرفنا بعض تلك العلاجات وبعضها لم نعرفه، والسرطان أحد الأمراض التي لا زال العلم يحاول إيجاد علاجٍ سهل وسريع لها، ولم نصل لهذا حتى الآن. تلك الأخبار لو اطلعت عليها لوجدت أنها لا تستند على أسس علمية سليمة، بل مصادرهم إما شخص واحد أو جهة غير معترف بها أو أناس مجهولون. لذلك... إذا رأيت من يزعم أن مثل هذا المرض قد ظهر له علاج سحري مثل خلطة أو عصير ... إلخ، فاعرف أنك تقرأ «خرابيط».
- «رجل يطلق زوجته بسبب تفاحة!». كم مرة أتت هذه العناوين؟ وكم مرة أثارت استغرابنا؟ لكن لا تستغرب منها، فالغالبية الساحقة منها هراء. لن تجد مثل هؤلاء الأناس المتخلفين شعورياً وعقلياً إلا القليل. قليل من يطلق زوجته بسبب تفاحة أو قلم أو قهوة أو أي شيء تافه. الذي يحصل هو أن هناك سلبية وشحناء بين الاثنين لفترة طويلة ويحصل شيء يقصم ظهر البعير. مثلاً رجل يشعر أن زوجته لا تهتم به، فهي تقدم له الغداء بارداً ومتأخراً، ولا تهتم بمظهرها في البيت، ولا يرى منها إلا الوجه العابس والتعليقات السلبية والمصروفات الكثيرة، يصبر على هذا ويكمل نصحها أو توبيخها، حتى يأتي يوم من الأيام يأتي مرهقاً بعد يوم عمل شاق مليء بالمشاكل، ويكتشف أنها انشغلت بالسوق ولم تجهز له الغداء، فينفجر غاضباً ويطلقها. كيف تصيغ الصحافة الرخيصة هذا الخبر؟ «رجل يطلق زوجته لأنها لم تعدّ له وجبة الغداء!». كذب صريح. الرجل لديه سبب أعمق من هذا، لكن بسبب حرص الإعلام على لفت انتباهك بأي طريقة فهي منتشرة.
أي عنوان مثل هذا أو المذكورة قبل ذلك اعرف فوراً أنها كذب، أو بشكل آخر... «خرابيط».