د. ناهد باشطح
فاصلة:
((بالاشتغال بالحدادة يصبح المرء حداداً))
- حكمة لاتينية -
كشفت دراسة لجمعية مودّة الخيرية أنّ 51% من العينة لديها حاجة إلى تعلم أساليب التربية السليمة للأطفال، كما أن 33% من العينة يرغبون في تعلم مهارات الحمل والولادة والإرضاع.
وحسب ما نشر من معلومات عن هذه الدراسة في العدد المنشور يوم 13 /1 /2017م من جريدة الحياة، فان الدراسة جديدة وهذا ما يجعلنا نتساءل عن حجم العينة، لأن النتيجة خطيرة، حيث أكثر من نصف العينة من السعوديين من الأسر الناشئة لا يعرفون مهارات التربية السليمة، وهذا يعود بنا إلى أزمة ثقافة الحوار التي لم تستطع مؤسساتنا الحكومية المعنية أن تفكفك أسبابها، وتسرع المؤسسات لتعزيز الحوار في الأسرة الأمر الذي يجعلنا نتساءل ماذا حصل في التسع سنوات الماضية، حين نعرف أن هناك دراسة من عينة لطلاب الثانوي في الرياض يرى الأعظم منها أي 85.5%، يرون أن انعدام الحوار في الأسرة من أهم عوامل انحراف الشباب وتطرفهم.
وهذا يعني أن الشباب مؤمنون بأهمية الحوار ويدركون خطورة غيابه في الأسرة،
نعود إلى عينة دراسة جمعية مودة والتي بالفعل تكشف عن مهارة تكاد تكون شبه مفقودة في الأسر، لتباعد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض رغم عيشهم في مكان واحد، والخطر أكثر أن العينة من الأسر الناشئة، وهذا يعني ان تكنولوجيا المعرفة وتقنيات الاتصال لم تستطع ان ترفع من مستوى الوعي لديها بواجباتها نحو بناء الأسرة.
لا أريد أن أربط بين معدل العنف تجاه الأطفال لدينا وفقد ثقافة الحوار، حيث إن البيوت الصامتة تواجه خطراً يعادل البيوت المسكونة بقمع الأطفال المعنوي وعدم السماح لهم بالحوار وتقدير الذات، قد لا تظهر آثاره على أجسامهم بل في قلوبهم..
الأطفال الذين لا تسمح لهم الأسرة بالتعبير عن آرائهم تقتل فيهم الإبداع كما تعزز فيهم نقص الثقة بالنفس.
ولا أظن مواقع التواصل قد خلقت حاجزاً من الصمت ،كما تتبث هذه الفكرة وسائل الإعلام إذا لم يدمنها الوالدان ، إذ إن المهم في العطاء هو نوعيته وليس كميته إذا ما قسناها بالوقت مثلاً.
مهارات التربية السليمة ليست لغزاً من الصعب تعلمها أو إتقانها فقط، لو احترمنا أولادنا ومنحناهم الفرصة في التعبير عن آرائهم بنفس القدر الذي نمنح فيه أنفسنا الحق في التعبير، لتغيرت علاقتنا بهم ولاستطعنا ان نكسر حواجز السنوات وتباعد الأجيال.