د. خيرية السقاف
وماذا بعد أن يألف المرء الحالةَ كلما استجدَّت به، زودته بمذاقها ؟!
وهو الحال في هذه السنون به تمضي،
وبعد أيام في شهرها الأول يألف الرقم فيتعامل مع يومه بتلقائية،
وينسى الذي كان!!..
وهذه الأحداث تدوم حوله فلا ينكر منها ما لم يكن تألف،
ولا يعبأ بالذي يتكرر، ولا يعرف!!..
فالناس عادة مع ما يكون مشاعا يتآلفون،
يتعايشون..
يزيدون في الطحين بذورا، وللسمن ماءً،
ويستمرون!!..
كل اللحظات آيلة لحالة..
وكل الحالات آيلة للتغيير
وكل تغيير يستجد آيل للفناء!!..
هو ديدن الحال للحاضر القائم، كما للذي كان وانطوى!!..
إذا رخى اشتد، وإن سكن ضج، وإن استمر انقطع!!..
الحضارات البائدة يجدون آثارها إما خبرا، وإما أثرا..
والأخبار عنها إما مزيدة، أو منقوصة،
لكنها في الحالة ليست كالتي كانت في اليقين!!..
والآثار شاهدة، وناطقة،
غير إنها قابلة للترميم، فآيلة للإضافات، والتغاير..
فاليقين لا حقيقة البتة في حقائق الإنسان!!..
الحقيقة الوحيدة الثابتة للحالة في أي حال غير مرئية، عصية عليه..
هي لمن بيده علم الباطن، وحده، وحده لا غيره..
والإنسان في المستجد المتغير للحالة،
لحظة إثر لحظة ينقض في الحال،
يفنى في لمحة من لحظة فيه!!..
هذا هو الحال الغائب في الحالة،
الحاضر في غيابها !!..