إنِّي أتيتُ ومأساتي على أثري
خرجتُ من لجَّة البلوى إلى الخطرِ
أهــيـمُ مـنتعــلاً ذلِّي ومــؤتزراً
حــزناً وشــتـه لـقــلـبي إبرةُ القــدرِ
المهد ينبئ عــن عـزٍ وعن دعةٍ
ما ظــنُّكم ومـهــادي أسـفـل الحفرِ؟
الأم مــفــخرةٌ للـنـاس أجـمعـِهــم
إلاكِ يا من دلـقتِ الهمَّ في صِغَـري
أمَّاه يومَ قــضيتِ الوطْر لاهــيةً
أمَّاه هـل لحظةً فـكرتِ في وطَري
قـولي بربك ما أغـراك فاحترقت
كــلُّ البـراءةِ في كـومٍ مـن الخـوَرِ
أي المشاعر في وجدانك اخـتلجت
فـذوبت جـرأة الإقــدام في الخــفر
هل نسمـة في هــدوء الليل باردة ؟
أم غـفلة من رقــيب سـاعة السحر ؟
أم عــيدُ حـبٍّ وتكويني هـديتُه ؟
أم دارت الكأسُ رأس العامِ في سمر ؟
أمَّاه كيف يلذُّ العيشُ عن جوعي
عيناك كيف تذوقُ النومَ عن سهري
يكفي عـتاباً أيا حرفي ويا قـلمـي
الأم فـي كــلِّ حـالٍ أروعُ الـبـشـــرِ
الأمُّ مــعــنىً بقــلـبي لـن يغــيـرَه
أني رمــيتُ مــع الأطــيانِ والكَـــدَرِ
الأمُّ طــيفٌ ورســـمٌ في مـخــيلتي
الشمــسُ أمي وأمي صـفـحةُ القــمـرِ
يا قـــومُ حــتَّى أبي إنِّي أتـوقُ له
مـن أي أصلٍ ترى يا ذاتُ مُنحدري
هـو الغــداةَ شــريفٌ في منابرِكم
أو أنَّه فيلســوفٌ غاصَ في الفــكـر
هــو الغــداة جِــناحٌ ضـمَّ إخــواني
وبيتُه في المعــالي أشــرفَ الأســرِ
يا جـلســـةً عاشـها سمعي تعــذبني
عــند الغـداءِ وحولي أطــيبُ الزمرِ
يا ألـف آهٍ تلوكُ القــلبَ تمــضـغُــه
إن رحـتُ أنشــدُ في مستقبلٍ سفري
كلُّ العــرائسِ أخـشى أنهــا أخــتي
كلُّ العــرائس عني صدَّها حَــذري
هذي ســطورُ ضميرٍ ماتَ مبتهجاً
أحــيت جروحَ ضــميرٍ فيَّ مـنعــبرِ
عــذراً فـــإن مــقالي اليوم أرقــكـم
ما كان يجدرُ بي إيرادكم سقري
- عباس أحمد علي