رجاء العتيبي
تفشل المشروعات -أحيانا- بسبب شخص واحد في الفريق، وتحديداً عندما يكون شخصية مؤثرة، وعندما يكون هذا الشخص هو القائد نفسه، فإن الفشل ساعتها يكون حتمياً، لهذا كان اختيار القائد للمشروع (أي مناسبة) أمر ليس بالأمر السهل، فبه ينجح المشروع وبه يفشل.
أول ملامح الفشل عندما يفتقد المدير لأبجديات القائد، مثل: الرؤية، اتخاذ القرار، الاستبصار، الحزم، التحفيز، مهارة حل المشكلات، العمل بروح الفريق الواحد، إذا كان لا يملك ذلك، فإن (أنواع المشكلات) ستحصل في سير الحدث.
ويفشل القائد إذا كان يكثر من (اللوم) و(العتاب) لفريق يعمل قدر استطاعته، ويفشل عندما يقدم مصلحته على الفريق، ويفشل عندما يريد أن يكون في الضوء وبقية العاملين في الظل، ويفشل عندما لا يعطي العاملين حقوقهم المالية، أو يؤخرها، ويفشل عندما يكون شخصية (قلقة، متوترة) فإن ذلك من شأنه أن ينشر طاقة سلبية في المكان، وينقل توتره للجميع.
يفشل القائد عندما يرى نفسه (أفهم) واحد، والبقية مجرد منفذين، ويفشل عندما يرى أنه (يفهم) في كل التخصصات، أو لا يقدرها حق قدرها، أو لا يعطي الآخرين فرصة تقديم الاستشارة والحلول، باعتباره منطلق كل الحلول حتى لو كانت في غير تخصصه.
يفشل القائد عندما يؤجل العمل ويسوف حتى تأتي الأيام الأخيرة للمشروع، فينهض نهضة أسد كلها زئير وصراخ ولوم، وكل مهمة يريدها أن (تنتهي) غداً، أو بعد غد، كاسراً الوقت الافتراضي لإنجاز المهام، حتى ولو جاءت النتائج هزيلة.
يفشل مدير المشروع عندما يضع خطة العمل حسب (فراغه) باعتبار التفرغ للعمل أحد أهم نجاح المشروعات، ليس القائد فحسب، وإنما كل فريق العمل، فإذا كان كل شخص في المشروع لديهم أعمال أخرى خارج نطاق المشروع، ويأتون في أوقات معينة لإنجاز مهام معينة، فهذا أمر لا تنضج به الأعمال وتأتي الأعمال ناقصة حسب الوقت الذي المعطى لها. يفشل مدير المشروع، عندما يكون (خط سير المهمة) تائهاً، لا تعرف متى تبدأ ولا متى تنتهي ولا يعرف مدة إنجازها، الأمر الذي يربك أولويات المهام فتحصل كوارث في المشروع توازي كوارث الفياضانات والزلازل والبراكين.
يفشل مدير المشروع عندما يكون (مركزياً) بزيادة، إذا حضر تحرك العمل، وإذا غاب توقف العمل، ويكون مالكاً لزمام الكلمة الأخيرة حتى لو كانت في مهمة سهلة يمكن أن يقوم بها أحد أعضاء الفريق.
يفشل المشروع (ككل) عندما يكون مرتبطاً (وظيفياً) بالإدارة العامة في الجهة الحكومية، وكان حقه أن يكون مستقلاً (Pure Project) بميزانية مستقلة وإدارة مستقلة والعبرة بالنتيجة فهي التي تحدد فشله أو نجاحه، وهذا ما يؤكد عليه معهد إدارة المشروعات العالمي PMI