أ.د.عثمان بن صالح العامر
من أجَلّ النعم التي يمنُّ الله - عزّ وجلّ - بها على الأوطان «حكاماً وشعوباً»، التكاتف والتعاون والتوحُّد والانسجام، وتبادل المنافع وتحقق المصالح وحصول كل طرف على حقه كاملاً غير منقوص، وعلى رأس هذه الحقوق وأهمها - بعد إقامة الشعائر التعبّدية المحضة - طاعة ولي الأمر في غير معصية الله، من أجل الوقوف صفاً واحد إزاء من يريد أن يخترق على هذا الكيان المتكاتف المتراص وحدته، ويعكر صفو أمنه، ويبدل عقيدته، ويفسد أهله، ويسلب خيراته، ويضر بمنجزاته، ويعيق حركة نهضته، ويئد تنميته، ويهدد استقراره، ويطمس هويته، ويشتت شمل رعيته ، ويفقده بوصلته، وينحرف به عن قبلته ، وفي الأخير يقضي على مستقبله، ويلغي وجوده من الخارطة الأرضية. ونحن في المملكة العربية السعودية لنا القدح المعلى، ويضرب بنا المثل في الجسدية الواحدة، واللبنات المتراصة بفضل الله ومنّته، ولذلك كانت وما زالت وستظل بإذن الله جهود الأعداء تتكسر تباعاً أمام صخرة الوحدة الوطنية والصوت الواحد.
ومع أننا جميعاً جنود وطن وحراس عقيدة وحماة أرض وعرض، فإنّ لإخواننا المرابطين على الثغور، الساهرين من أجل أن ننام نحن وأطفالنا قريري العين لا نخاف إلا الله، المناضلين حتى لا يُمس ثرى بلادنا الطاهر بأدنى أذى، لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي، لراصدي ومتابعي ومواجهي الإرهابيين المتطرفين الغلاة في جميع تحركاتهم وحين سكناتهم أقول: إن لهؤلاء الصناديد الأبطال من أبنائنا وإخواننا سبقاً ومزية علينا جميعاً نحن المدنيين، والواجب الذي يمليه علينا ديننا ووطنيتنا، بل من منطلق مصلحة شخصية صرفة أن:
* نشعرهم بقدرهم وقيمتهم المجتمعية، ونحتفي بهم حين قدومهم، ونثمِّن غالياً ما بذلوه من أجلنا نحن، وفي سبيل رفعة وعزة الوطن، ونصرة لإخواننا الأشقاء في اليمن.
* نرعى أبناءهم وبناتهم حين غيبتهم، خاصة في هذه الأيام، حيث الامتحانات التي تتطلب غالباً حضور الوالدين لمتابعة صغارهم والإشراف على مذاكرتهم وسؤالهم عن نتائجهم أولاً بأول، وهذه مسئولية تقع تبعاتها على المدارس التي يوجد بها أبناء لهؤلاء الأبطال، ثم على أقاربهم ومن يسكن جوارهم وفي استطاعته مساعدتهم.
إنّ ما دعاني إلى كتابة هذه الأسطر هو تصور حال هؤلاء الصغار وأمهم وهم يعايشون ليالي الاختبارات وعيونهم ترقب باب الدار، لعلّ رب أسرتهم يعود فيفرح معهم بنجاح نصف العام.
* الدعاء لهم بالنصر والعزة والتمكين، والعود لنا ولأهلهم وأطفالهم ومحبيهم وجيرانهم سالمين غانمين منصورين، وما ذلك على الله بعزيز. حفظ الله ولاة أمرنا، وحمى ديارنا، ونصر جندنا، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.