محمد البكر
لا أدري إن كنتم قد سمعتم أو قرأتم عن الكرت الأخضر الذي ابتدعه العقل الإيطالي، والذي يحمله الحكم جنبا إلى جنب مع الكرتين الشهيرين الأصفر والأحمر. الكرت الأخضر وخلافا للكرتين الأحمر والأصفر هو كرت يعطى للاعب الذي يقوم بعمل نبيل داخل الملعب، كأن يبلغ الحكم بخطأ قرار احتسبه لصالح فريقه ، أو قام بتصرف محمود كمساعدة أحد لاعبي الفريق الخصم، أو مساهمته في تهدئة الجماهير، أو غير ذلك من التصرفات الحميدة.
قرار إضافة الكرت الأخضر ، جاء بمبادرة محليه من اتحاد كرة القدم الإيطالي ، ويطبق في دوري الدرجة الثانية، ولم يتم اعتماده حتى اللحظة من قبل اللجان المعنية في الفيفا.
ولقد دخل الحكم " ماركو مايناردي" التاريخ كأول حكم يرفع هذا الكرت ، كما دخل اللاعب " كريستيان جالانو" التاريخ أيضا كأول لاعب ينال هذا الشرف.
كرة القدم مثلها مثل أي لعبة ، تبدأ بمثالية وتنتهي بفساد ومؤامرات وغش وتدليس ، حيث تبدو الغاية تبرر الوسيلة، كما قالها المفكر والسياسي الإيطالي "ماكيافيلي" خلال القرن السادس عشر.
نحن مع هذه المبادرة المتميزة، وندعم فكرة اعتمادها من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم ، لأن في اعتمادها أن تمتد آثارها الإيجابية إلى خارج الميدان ، فتقضي على التعصب، وتشجع على التسامح والرقي، بدلا مما نلاحظه اليوم في ملاعب كرة القدم من عنف وأحقاد وعنصرية وتعصب أعمى.
اللاعبون هم القدوه، خاصة للصغار، الذين يقلدون تصرفات اللاعبين داخل الملعب ويقتدون بها سلبا كانت أم إيجابا. ولهذا كلما دعمنا فكرة الفضيلة والتسامح والتشجيع الهادىء ، كلما خرجنا أجيالا نفخر بهم.
الكروت الثلاثة ورغم اختلاف مضامينها، إلا أنها تحقق هدفا واحدا وهو محاولة نبذ التعصب ورفض الغش وتشجيع التنافس الشريف. وإذا كان الكرتان الأصفر والأحمر عناوين للتحذير والترهيب والعقاب، فإن الكرت الأخضر يشجع اللاعبين على تقديم أنفسهم كلاعبين نموذجيين يحتذى بهم.
أعذروني إن غبت عنكم
ربما كانت لحظة مصارحة الأصدقاء الأعزاء في هذه الجريده بخبر عودة مقالي اليومي المتخصص في الشأن المحلي " سواليف " لجريدة اليوم، ربما كانت تلك اللحظة من أصعب اللحظات في حياتي . فلقد أكرموني بدعوتهم لي للكتابة طيلة فترة توقفي عن كتابة مقالي اليومي في صحيفة اليوم. وكانوا كرماء بمنحي فرصة اختيار اليوم الذي ينشر فيه مقالي ،وكرماء بمنحي فرصة توقيت ارساله. وكنت وفيا لهم عندما كان الخيار للكتابة إما في الجزيرة السعودية أو الوطن القطرية، فاخترت هذه الجريدة، التي يتشرف أي كاتب بالكتابة فيها.
اليوم أودع دار الكرام وجزيرة الكرماء وقراءها الكثر، للتفرغ لمقالي اليومي في الشأن المحلي في جريدة اليوم التي منها بدأت العمل الصحفي وتعلمت من كبارها أصول مهنة المتاعب لأكثر من ثلاثة عقود.
أعذروني إن كنت ضيفا ثقيلا عليكم، واسمحوا لي إن كان في صراحتي ما أزعجكم. وأقبلوا مني الكرت الأخضر عطفا على كرمكم ومحبتكم ودعمكم.
شكرا للأستاذ الكبير خالد المالك وللصديقين العزيزين محمد العبدي وأحمد العجلان وبقية الأحباب في جزيرة الكرماء ولكم تحياتي