د.عبدالعزيز الجار الله
آخر إزالة في مدينة الرياض للأحياء المغتصبة حي مندس وسط قصور وفلل وشقق راقية في حي المرسلات شمال الرياض الذي يشهد إزالة لأنه يشوه الأحياء وأصبح إسكاناً للعمالة النظامية وغير النظامية لكن تبقى هناك ملاحظات يجب أن لا نتجاوزها هي:
أولاً: كان يجب علينا أن نطلق عليها تسمية غير المغتصبة مراعاة لسكان أهل الحي السكني للشباب والأطفال والأسر المقيمة هناك تحت ظرف اجتماعي واقتصادي ونفسي صعب، فالظرف المعيشي أجبرهم على الحياة بهذه الصورة، وتباطؤ البلديات والمعالجات الإدارية جعلتهم من فئة المغتصبة.
ثانياً: كانوا في البدء هم سكان أصليين في الموقع أو لنقل المؤسسين لأن تأسيسهم لهذا الحيّز جاء عبر نماذج عديدة منها أنهم يعملون في حراسات لمبانٍ حكومية قريبة جداً من الموقع، حدث ذلك قبل أكثر من نصف قرن وقبل الطفرة الأولى منتصف التسعينات الهجرية والسبعينات الميلادية كانت العشوائيات مدن حجاج، ومباسط سيارات لبيع السجاد، وأحواش جمال ونوق وحظائر أغنام، واستراحات للمسافرين تحولت إلى أحياء سكنية.
ثالثاً: بعد الكثافة السكانية في المدن الكبيرة والمتوسطة منحت الدولة مع بداية الطفرة الاقتصادية الأولى أراضي وأعطت قروضاً لبناء المساكن، والغريب أن القصور والفلل والشقق الفاخرة المحيطة بما يسمى أحياء مغتصبة كان أسسها منح من الدولة منحتها مجانية دون مقابل أي أراضٍ وزعتها الدولة على المواطن لإقامة سكن، ومن يرغب في التأكد يرجع إلى الصكوك القديمة يجد أن أساسها منح أراضٍ دون مقابل.
رابعاً: معالجة البلديات تأخرت كثيراً حتى أصبح لدينا مغتصبات تسببت بمشاكل اجتماعية وسكانية وحملت خزانة الدولة ملايين الريالات، كان بالإمكان معالجتها في وقت مبكّر حين كان هناك مساحات البديلة والتعويض المالي والأراضي ونقلهم لمبانٍ جاهزة، وللحقيقة بعض البلديات عالجت المشكلة سريعاً وأخرى -كثيرة- جمدت الحلول كما هو الحال مع حي المرسلات بالرياض.
أما من الناحية القانونية فلا أحد يقر ويوافق على سياسة التعدي على أراضي الدولة أو أراضي الغير وأسلوب وضع اليد تحت أي مبرر، وبالمقابل لا بد أن تنشط البلديات في المعالجات السريعة قبل تراكم المشكلة وقيام تجمعات كبيرة تعرف باسم مدن العشوائيات ومدن الصفيح وأحياء الأعشاش وتجمعات المهمشين وهي قنابل اجتماعية قابلة للانفجار في أي لحظة.