جاسر عبدالعزيز الجاسر
بعد أن تمتعوا بربيع استمر ثمانية أعوام طيلة عهدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تواجه أذرع ملالي إيران مواجهة شرسة مع الأجهزة الأمريكية المختصة بمواجهة الإرهاب، فبعد أن يودع أوباما البيت الأبيض بعد أربعة أيام يستعد الكونجرس الأمريكي لمناقشة العديد من المشاريع القانونية التي تلزم الإدارات والوزارات المختصة بالتعامل بصراحة مع المؤسسات والمنظمات والمليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، إذ يستعد السيناتوريان الجمهوريان تيد كروز وجيم أينهاف تقديم مشروع قانون يلزم الخارجية الأمريكية بوضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن العالم، وهو ما يضع هذا الذراع الإرهابي لملالي إيران جنباً إلى جنب التنظيمين الإرهابيين داعش والقاعدة.
إضافة إلى ذلك يُنتظر أن يبدأ مجلس النواب الأمريكي مناقشة مشروع مسألة المرشد الإيراني علي خامنئي، كونه راعياً وموجهاً للجهازين الإرهابيين الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، تمهيداً لوضعهما على قائمة المنظمات الإرهابية التي تهدد المصالح الأمريكية. وتتسع الملاحقة الأمريكية للأذرع الإرهابية التي نشرها ملالي إيران في الدول العربية، حيث ذكرت مصادر قوية من السيناتور تيد كروز بأن مستشاريه والخبراء العاملين في مكتبه يدرسون حالياً اقتراحاً بتقديم مشروع قانون يتضمن الطلب من وزارة الخارجية الأمريكية إدراج حركة (أنصار الله) اليمنية الغطاء الحزبي الذي يتدثر به الحوثيون في قائمة المنظمات الإرهابية.
فتح ملف الأذرع الإرهابية للنظام الإيراني وتداوله في جلسات النقاش التي ستتم في الكونجرس الأمريكي بكلا قسميه (الشيوخ والنواب) سيفضح الكثير من الأسرار والمعلومات التي تسترت عليها الإدارة الأمريكية في عهد أوباما، وحتى قبل ذلك في عهد بوش الابن الذي تعامل معهم في عمليتي احتلال العراق وأفغانستان واللتين تبعهما تسليم هذين البلدين لملالي إيران عبر سيطرة أذرعتهم الإرهابية من مليشيات وأحزاب طائفية أصبحت تتحكم في حكم البلدين وخصوصاً في العراق.
ففتح النقاش الذي يتناول مشروع تصنيف الحرس الثوري الإيراني ضمن المنظمات الإرهابية سوف يكشف ويسلط الأضواء على المليشيات والمنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني تمويلاً وتدريباً وتنظيمياً، وهو يفتح صندوق المليشيات الإرهابية في العراق واليمن وسوريا والبحرين.
فبالإضافة إلى المليشيات الطائفية الإرهابية في العراق والتي تنضوي تحت لواء (الحشد الشعبي العراقي) على شاكلة منظمة بدر والنجباء وحزب الله العراقي وأبو فضل العباس وغيرها من المليشيات التي يقودها ويشرف على تدريبها ضباط من الحرس الثوري سيتم الكشف عن ارتباط مليشيات الحوثيين في اليمن ودور الحرس الثوري الإيراني في تمويل تلك المليشيات ومدَّها بالأسلحة والأموال والمدربين وحتى المقاتلين، كما يكشف دور مليشيات حزب الله اللبناني ليس فقط فرض سطوتها على المؤسسات الرسمية في لبنان بل توظيف قدراته الإرهابية في مدَّ نفوذ ملالي إيران إلى سوريا واليمن والعراق والبحرين عبر إرسال العناصر الإرهابية الإجرامية المدربة للقتال في سوريا وإلى اليمن للتدريب وقيادة العمليات الإرهابية العدوانية على جيران اليمن والإشراف على معسكرات تدريب الإرهابيين القادمين من البحرين، وبعد تدريبهم يتم إعادتهم للبحرين لتنفيذ الأعمال الإرهابية الإجرامية.
فتح كل هذه الملفات وبحث نشاط الأذرع الإرهابية لملالي إيران سيضع مليشيات الحشد الشعبي العراقي، ومليشيات الحوثيين في اليمن، ومليشيات حزب الله البناني والجماعات الإرهابية في البحرين وغيرها تحت المجهر، ويكشف للمشرعين الأمريكين الأدوار الإجرامية لهذه المليشيات الإرهابية الطائفية التي تتطلب الحزم في مواجهتها وضرورة شمولها لإجراءات مكافحة الإرهاب، حمايةً لأمن واستقرار العالم، وأيضاً تحصين المصالح الأمريكية التي تضررت كثيراً إثر تهاون إدارة أوباما مع تجاوزات هذه المليشيات الطائفية.