عبدالحفيظ الشمري
تسعى الأعمال التجارية ذات الأنشطة المحدودة، أو ما يُصنف ويُعرف بالمؤسسات والمتاجر الصغيرة إلى إثبات ذاتها، حيث يقدّم من يديرونها رؤية تجارية واقعية؛ تكشف رغبتهم الواضحة وتصميمهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، ليعتمدوا على ذواتهم في تسيير أعمالهم وتنويع الدخل وتطويره، سعياً إلى إقامة معادلة اقتصادية مجدية؛ تحقق لهم الكسب المشروع، وتدر عليهم المال.
إلا أن ما يعيق استمرار جل هذه الأنشطة التجارية هو قلة التخطيط السليم، وغياب الضمانات التجارية المناسبة، التي قد يستطيع من خلالها صاحب النشاط الناشئ تقديم ذاته وبصفته تاجراً، أو صاحب تجارة يشترك معه بعض الأشخاص بصفات محددة، ليكون حضوره ووجوده طرفاً حيوياً؛ وعاملاً مهماً في ممارسات العمل التجاري وحيثياته.
وما يلاحظ على هذه المشاريع الصغيرة أن أبرز ما يعيقها هو عدم استمرارها، لأن شبح الإفلاس غالباً ما يحوم حولها، والسبب قد يعود إلى أن التصنيف العام أو الرسمي للمؤسسات الصغيرة يقدّر لدى الجهات المختصة بملايين الريالات؛ من أجل أن يتم دعمها وتقديم العون لها؛ لذلك فإن هذه المشاريع غالباً ما تكون خارج دائرة الاهتمام.
فمن الضروري والحيوي للمجتمع أن تقوم مثل هذه الأنشطة والمتاجر الصغيرة، وأعمال المؤسسات الفردية؛ من أجل إنجاز بعض الأنشطة لا سيما حينما تكون مميزة وفعَّالة كما في مجالات «الحرف» و»الأعمال التراثية» و»المشغولات الشعبية» و»الأزياء المحلية»، وكذلك أنشطة «صنع وتقديم الأطعمة الشعبية» وما إلى ذلك من أعمال حرفية، ومهن حيوية؛ يكون المواطن بحاجة إلى من يقف معه من أجل تحقيق هذه الطموحات حتى وإن كانت بسيطة، وإيراداتها محدودة.
فالمتجر الصغير الذي يقدّم هذه الأعمال الشعبية بمختلف أنواعها لا شك أنه يحقق أهدافاً مهمة، لتتم من خلالها دورة العمل؛ بمستواه المعنوي بحفظ التراث وتوثيقه، ومادي يحقق العائد المالي والتربحي الذي يعد خطوة مهمة في ترسيخ مفاهيم العطاء الذي يجب أن نقف معه جميعاً، لا سيما المؤسسات المعنية بحفظ التراث وتوثيقه، إضافة إلى جهود المؤسسات التجارية، ومثال ذلك أن تقوم البنوك بدعم هذه المشاريع والأنشطة حتى وإن كانت صغيرة جداً.
ومسيرة العمل في هذه المؤسسات أو المشاريع الصغيرة لا تتوقف عن حد معين، أو شخص بحد ذاته، إنما هي دورة عمل متقن؛ يشترك فيها عدد من الأشخاص كالتسويق، وخدمات التوصيل، ومندوبي المبيعات، وحركة بيع المواد بالجملة، ومن ثم تحويلها إلى سلع ومنتجات أخرى.. والأهم من هذا وذاك أن أكثر من يقوم بمثل هذه الأنشطة هم من أبناء الوطن.
فالضمانات المهمة والحيوية لاستمرار أعمال المؤسسات والمتاجر الصغيرة، هو الدعم الحكومي، ودعم مؤسسات الأعمال التجارية، والبنوك لكي تسهل مهام هؤلاء من أجل إنجاح مشاريعهم أو أحلامهم الواعدة.