محمد بن علي الشهري
هناك فوارق كبيرة بين أن يبدأ الشخص الخلف مهام عمله الجديد المتمثل بالمحافظة على نجاحات سلفه، والعمل على تطويرها وإضافة المزيد منها.. وبين تسلّمه لتلك المهمات وهي تمثل حقيقة تركة ثقيلة ومثقلة بالمشكلات.
من هنا يمكن القول بأنها تنتظر مجلس إدارة الاتحاد الجديد لكرة القدم برئاسة الدكتور (عادل عزت) مهمة ليست باليسيرة، لا سيما وهو يتسلم مقاليد الأمور في ظروف صعبة من كل النواحي، تتمثل في جملة من المصاعب سواء المزمنة منها أوالمستجدّة.
يأتي على رأسها - بكل تأكيد - تركة مجلس الإدارة السابق المتخمة بالأخطاء الكارثية التي تتطلب معالجتها وتصحيحها الكثير من الجهد والوقت الذي سيكون بالتأكيد على حساب العمل على التطوير.
هذا عدا عن أن بدء المهمة قد تزامن مع حلول الأزمة المالية الخانقة التي حلّت بالأندية، التي ألقت بظلالها بالتالي على تدابيرها، إذ حَدّت من تعاقداتها وتحركاتها في سبيل القيام بواجباتها تجاه تطلعات أنصارها.
أمر آخر لا بد أن يؤخذ بالحسبان، وهو أننا على أعتاب مرحلة الخصخصة وما إدراك ما الخصخصة.. هذا عدا قائمة من المشكلات والمعوقات الأخرى التي لا تخفى على المتابع.
كل هذه العوامل لا بد أن تلقي بظلالها، وأن تشكّل بعض الصعوبات أمام مهمات وعمل المجلس القادم.
ولكن الثقة والأمل بالله، ثم في إمكانات الدكتور (عزت) ورفاقه، هي من تبعث على الطمأنينة بقدرتهم على تجاوز الكثير من الصعاب، وصولاً إلى ما نصبو إليه (إن شاء الله).
(جبران) النموذج والقدوة
في شرف مواجهة الأعداء، لا تتمثل الشجاعة فقط في فحوى: (كم قُتِل) بقدر ما تتمثل في فحوى: (مَن قُتِل)، وهنا يكمن الفرق. ذلكم أن الإرهابيين (الصيعري والصاعدي) كان كل منهما يتمنطق بحزام ناسف يلتفّ حول وسطه، والمعروف أن تلك الأحزمة مُعدّة لأن تقتل وتجرح العشرات، بل المئات، ولا يهمّ من صنعها وأعدّها إن كان أولئك القتلى والجرحى من رجال الأمن، أم من المصلّين، أم من الموجودين الأبرياء في أماكن عامة، ولا يعنيه كم بين أولئك الضحايا من النساء والأطفال، هذا عدا حيازة كل منهما لواحد من أخطر الأسلحة الحديثة وأشدّها فتكًا بالبشر، إلا وهو (الرشاش).
غير أن شجاعة، وبسالة (جبران العواجي)، فضلاً عن إيمانه المطلق بعدالة قضية وطنه ضد (فروخ الشيطان)، وحين تكاملت مع توفيق الله، تحولت إلى ما يشبه البركان في صدر (مارد) تشرّب الولاء لأطهر بقاع الأرض منذ نعومة أظفاره، إذ مكّنه الله من التصدّي لكارثة إنسانية كانت ستحدث لو أفلت أولئك الجناة.
(جبران العواجي) هو القدوة والنموذج المشرّف للشاب السعودي الذي لا يخشى الموت في سبيل الذود عن وطنه، وعن مقدساته، تمامًا كما هو دور باقي أقرانه من رجال الأمن البواسل، وكما هو الدور الملحمي والبطولي الذي يجسده أبطالنا على الحدود.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا وأهلنا من شرّ الأشرار، وكيد الفجّار.
رئيس اتحاد الطائرة
(كيف الحال)؟! كأن (تنّور) الساحة بحاجة إلى المزيد من (الحطب) لكي تظل مستعرة أكثر وأكثر؟!!. ذلك أنه في الوقت الذي تشهد فيه ساحتنا الرياضية موجات متلاحقة من المنغصّات المُبتكرة، لتضاف وتتزاحم مع ما قبلها من تراثيات تنغيصيّة أعيت العقلاء، واستعصت على الحلول.. ما يعني الحاجة الملحّة إلى الحدّ من تناميها وتكاثرها، وذلك بالعمل على ردم (البؤر) التي تنبعث منها، لعل وعسى أن تتوقف عند الحدود التي بلغتها، لأن المزيد منها إنما يعني المزيد من تفشّي داء (الكراهية) واتّساع رقعتها بين شرائح المجتمع الرياضي؟!. فإذا بالساحة تتلقى خبر تعيين (عبد الهادي الحبابي) رئيسًا لاتحاد الكرة الطائرة الذي لا تعنينا ميوله من قريب أوبعيد، إِذ إن الميل إلى اللون الذي يريده إنما هو من أبسط حقوقه.. إلا أن العدد الهائل من التغريدات العنصرية والمُسيئة التي حواها حسابه في (تويتر)، قد (عَرّت) الكثير والكثير من ثقافة المسؤول القادم للساحة؟!. لهذا كان من الطبيعي جدًا أن تنهال التساؤلات من كل حدب وصوب، عن الأسس والمعايير التي تم تعيينه لهذا المنصب بموجبها وبناءً عليها، فهل يستطيع المسؤول الذي وقّع على قرار (تنصيبه) الإجابة؟!