سعد السعود
بعدما قارب الستين من العمر ظن كل الظن أن أحباءه وأبناءه سيلتفون حوله ويعينونه في أزمته ويطببون وعكته.. لكن للأسف هذا الشيخ الوقور لم يجد ممن حوله إلا الجحود.. فقد تخلوا عنه وهو في أمس الحاجة لهم.. ليسقط إلى القاع وهو الذي اعتاد أن يسمو بارتفاع.. فإذا به يحتل مؤخرة الترتيب.. وهو من كان سيد الشمال ومتحدثها الرسمي منذ عقود.
هكذا للأسف أصبح حال الطائي أو كما يحلو لمحبيه فارس الشمال.. هذا الفريق الذي سطر أروع الملاحم في سنين مضت.. فكان أول من صعد للدوري الممتاز من أندية الشمال عام 1398هـ.. بل هو صاحب أول ملحمة كروية بالصعود من الدرجة الثانية للدرجة الأولى وصولاً للممتاز بدون توقف.. أي تاريخ خُلد؟
بل إنه على الرغم من قلة الإمكانات كان صاحب الريادة من أندية الشمال في الوصول لنهائي كأس سمو ولي العهد حيث خسر البطولة أمام الاتحاد في عام 1418هـ.. وهو الإنجاز الذي كفل له أيضاً استضافة مجموعة البطولة العربية في العام التالي.. فهل بعد هذا المجد رغم قلة الإمكانات من مجد؟!
وحتى على مستوى البطولات ذات النفس الطويل وأعني هنا الدوري، فقد كان لأبناء حاتم الطائي صولات وجولات.. فأذاق المر جميع الفرق ذات الباع الطويل ليلقب بصائد الكبار.. وبقي لسنوات يقارعها ويقدم معها أجمل المستويات.. ليحصل مرتين على المركز الرابع.. فهل يمكن لنا أن ننسى هذا الفارس؟!
يكفي أن نقول إن حراسة المنتخب منذ عام 1984 وحتى 2006 كانت حكراً على نجوم قدمها هذا الفريق العملاق هديةً للوطن.. فعبد الله ثم محمد الدعيع كانا هما من حمى عرين الأخضر وحقق معهما بطولة آسيا لثلاث مرات وتأهل لكأس العالم لأربع مرات.. فهل يستحق هذا النادي كل هذا التجاهل؟!
مؤلم جداً أن تشاهد صاحب هذا الإرث العظيم.. والمهمَّة التي رفعت كروياً رأس حائل لسنين.. مؤلم مشاهدتها تتهاوى.. وتصبح على شفا الانهيار.. فالفريق بعد لعب سبع عشرة جولة في دوري الدرجة الأولى لم يجمع سوى 14 نقطة.. وهي الحصيلة التي قذفت به في المركز الأخير.. فماذا ينتظر أبناء المنطقة ليهبوا لمساعدته؟!
أخيراً، كل ما أتمناه أن يتدخل رجالات حائل وأعيانها للوقوف في صف الفريق قبل فوات الأوان.. ويعملوا على معالجة مكامن الآلام.. فالوقت أزف والفريق ينزف.. ومهمة البقاء في الدرجة الأولى يوماً عن يوم تصعب.. لذا فليس أقل من رد الجميل من أبناء المنطقة لهذا الفريق الذي كان الناطق الرسمي باسمهم كروياً نظير إبداعاته.. فأقل ما يستحقه هو الوقوف معه في معاناته.. لذا أقولها بصوت عال : توحدوا رجال حائل حوله فقد دنا أجله.. توحدوا أبناء حاتم وانبذوا خلافاتكم لأجله.. فجسد الفريق لم يعد يحتمل المزيد.. فبالكاد يمشي على قدميه.. فماذا أنتم فاعلون ليواصل المسير؟!
نقاط سريعة
- ما زال ثلة من الإعلاميين يتلبس دور المحامي عن ناديه أكثر حتى من منتسبي النادي.. والكارثة الأكبر أنه يدافع بأسلحة غير مهذبة.. ويناقش بأسلوب همجي.. ويتطاول على الضيف بلا حياء أو خجل.. الغاية وهي المنافحة عن فريقه المفضل تبرر الوسيلة أياً كانت ولو على حساب الحقيقة والمثل والمبادئ.. ولعل آخر صرعاتهم هو التسابق على كشف مستور الطرف الآخر وتداول خطاباته.. وسط تصفيق الأطفال وإن كبروا.. وتهليل الأقزام وإن طالوا.. فأي جو ملوث نتنفسه.. أليس لهؤلاء من رادع؟!
- ندرك أن كل دوريات العالم تتوقف بسبب أسبوع الفيفا.. ونعلم أن الأندية ستتضرر لو استمرت الدوريات لذهاب محترفيها لمنتخباتهم.. لكن أن توقف الدوري لأجل لقاء ضد سلوفينيا فأنت هنا لم تنل بلح الشام ولا حتى عنب اليمن.. فالتجربة متواضعة وكانت الفائدة ستكون كبيرة لو كان الاختيار لمنتخب قوي.. أو حتى ملاقاة أحد المنتخبات الأسيوية من المجموعة الأخرى والتي تشارك في التصفيات النهائية لكأس العالم.
- بينما الاتحاد يلتقي أتلتيكو مدريد والاتفاق ينازل غلطة سراي التركي والهلال والأهلي سافرا الإمارات لإقامة معسكريهما استعداداً لما تبقى من الموسم.. كان مدرب الشباب سامي الجابر يشارك في دورة تدريبية خارج الوطن.. والفريق يؤدي تدريباته في الرياض بلا مدير فني.. لا أدري ما أقول ولكن حسبي من ذلك المقارنة بين حال الشباب ومن ذكرت من الفرق فهو يغنيني عن مواصلة استكمال الفقرة.. ولك الله يا شباب.
آخر سطر
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ