«الجزيرة» - طارق العبودي:
«الإدارة.. فن وفكر وعلم».. والإدارة الناجحة هي من تبحث عن أعلى الأرباح أولا وأخيرا للمنشأة التي تديرها.
هكذا يعرف الجميع، وهكذا أيضاً يعمل الناجحون، ومن أجله يخططون، أما في نادي الهلال بتاريخه وماضيه وجماهيريته وإنجازاته فالإدارة مجرد تأدية واجب، ومجرد تكليف شخص للقيام بالمهمة، ولا يهم هل قام بها بالشكل المطلوب وبالطريقة التي تسهم في تحقيق النجاح أو لا، ولا يحدث ذلك في الفرق الكروية فقط بل في النادي ككل.
دروس كثيرة تمر في كل موسم، وتتكرر في الموسم الواحد مرتين وثلاثاً وأربعا، لكن الهلاليين لا يتعلمون ولا يستفيدون منها أبدا، وكأن الأمر لا يعني الكيان الكبير!.
فعلى سبيل المثال لا الحصر يلاحظ وبشكل جلي سوء التحضير والتهيئة النفسية والادارية للاعبين وخصوصا في المباريات «الحاسمة»، وفي المواسم الأخيرة شواهد كثيرة، إذ يظهر الفريق تائها وخصوصا لاعبو الخبرة، إذ يدرك الجميع أنهم مشتتون وتغلب عليهم النرفزة ويتعرضون للإنذارات وفي أحيان كثيرة للطرد فيخسر الفريق كما حصل امام أهلي الإمارات آسيويا وامام الأهلي والاتحاد في دوري الموسم الماضي وامام النصر في كأس ولي العهد، بعكس الفرق الأخرى التي ينجح إداريوها في تهيئة وتحضير لاعبيهم.
كما أن هناك أمر آخر لا يقل أهمية وهو ما يتعلق بملف الاستغناء عن اللاعبين، ففي كل فترة من فترات التصنيف والتثبيت يفاجأ محبو الهلال بقائمة من اللاعبين المستغنى عنهم رغم ما يمتلكونه من موهبة فيذهبون لأندية أخرى «مجاناً» أو معارين بينما يتم الإبقاء على لاعبين عفى عليهم الزمن ولم يعد لاستمرارهم أي جدوى في الوقت الذي يهرول مسؤولو النادي خلف لاعبين من أندية أخرى سعيا لضمهم دون أن يكون لأحدهم ما يميزه عن اللاعبين المستغنى عنهم، كما أن التعاقد مع محترفين أجانب يتم وفق سياسة «رخيص وكويس» بدلا من الضرب بكل قوة بحثا عن الأفضل والذي يحتاجه الفريق فعلا..
وبخلاف هذا وذاك، فقبل نحو شهرين كان 8 لاعبين من الفريق الأول في مهمة وطنية مع الأخضر ومجموعة أخرى تؤدي برامج علاجية وتأهيلية فقرر مدرب الفريق الأول دياز إقامة معسكر في الدوحة لـ»بقية» اللاعبين وجلّهم من البدلاء أو من الذين لن يُعتمد عليهم في منافسات الموسم! فاضطر لضم عدد كبير من الفريق الأولمبي «حامل اللقب» وذهب بهم إلى الدوحة وكان نتيجة ذلك أن خسر الأولمبي على أرضه من الجيل الصاعد، ولم يستفد الفريق من المعسكر!.
ثم كررها ثانية في معسكر أبو ظبي إذ ضم 8 لاعبين أولمبيين ولاعبا مهما وعنصرا أساسيا من درجة الشباب وهو قائد الفريق ناصر الدوسري، لكن طلبا من الفيصلي بتأجيل المباراة أسوة بمباراة الاتحاد والجيل أنقذ الفريق الأولمبي، فيما خسر فريق درجة الشباب صدارته بخسارته من النصر.
والغريب في هذا الأمر أن الجهازين الإداريين للأولمبي والشباب لم يحركا ساكنا واكتفيا بالفرجه ولم يكن لهما دور ولو بإبداء الملاحظات.
قد يقول قائل إن الفريق الأول هو الأهم وفرق الفئات السنية هي بمثابة الممول له.. نعم هذا صحيح ولكن أيضا الفوز بمباريات رسمية في مسابقات يتصدرها فريقك مهم ايضا وفيه محافظة على اسم وسمعة وتاريخ النادي وفيه ترسيخ لثقافة الفوز لدى اللاعبين الصغار، كما أن الجدوى من المعسكرين شبه معدومة وفيهما هدر مالي. فكيف تجهز لاعبين لن تعتمد عليهم؟! وكيف تحرم فريقا متصدرا من نجومه لمجرد اصطحابهم لأداء التمارين فحسب؟!.
ولم يكن ما حدث مؤخرا وليد صدفة أو لأول مرة يحدث، بل في كل موسم كان الفريق الأول يستدعي لاعبين من الأولمبي لتأدية التدريبات فقط، فلا يأخذون فرصتهم معه ولا يعودون للأولمبي!!.
ويبقى السؤال العريض قائماً: متى يستفيد الهلاليون من الدروس؟!