النَّفسُ لا تَزكُو بِدُونِ جِهَادِ
وجهادُها يأتي معَ الميلادِ
يعلُو صُراخُ الطفلِ عندَ قُدومِهِ
كصُراخِ ملهوفٍ سَرى في وادي
مُستشعراً ما قدْ يَحِلُّ بسَاحِهِ
من غُصَّةٍ وكآبةٍ وسُهادِ
إن الحياةَ حديقةٌ مملوءةٌ
بالشوكِ والأزهارِ والأعوادِ
والناس فيها حاطبونَ قلوبهم
قد أُترعتْ بالحبِّ والأحقادِ
وإرادةُ الإنسانِ بين ضلوعهِ
ليستْ بحَاجةِ عُدَّةٍ وعتَادِ
لا يبلغُ القممَ الطوالَ سوى امرئ
لم يرضَ أن يبقى بقاعِ الواديِ
لا يبلغُ القممَ الطوال سوى امرئ
قطع الطريقَ بهمَّةٍ ورشَادِ
متطلعٍ نحوَ النُّجومِ وقلبهُ
كالصقر بين حواضرٍ وبوادي..
يهوي إلى قاعِ الجبالِ لصيدِهِ
ويعودُ بين مَشارفٍ ووهَادِ..
يمضي إلى عَليَائهِ مُترفعاً
عن سِكَّةِ الضُّعفَاءِ والأوغَادِ
وأخو التكاسلِ كلُّ غاية همهِ
في سُفرةٍ ومَطَارفٍ ووسَادِ..!!
متسَاهِلٌ متخاذِلٌ مُتكَاسِلٌ
كأَتَانةٍ قد وُثِّقتْ بِقيَادِ ..!!
والصَّبرُ مركَبُ كلِّ حُرٍ مَاجدٍ
يهفُو إلى العَلياءِ والأمجَادِ..