لا أدري بالفعل ماذا أكتب أو أعبر عما يجول بخاطري، ليت شعري يستطيع أن يعبر عما يكنه، ليت قلمي يستطيع أن يكتب عن وطني وما نحس به تجاه وطن الحب وطن الأمن والأمان، لكن أأسأل عنك يا وطني؟ فأنت عشقي وعشق الكثيرين يا وطني. نعم الدفاع عنك يا وطني واجب علينا ونصرة الحق وردع الظالم مطلب أساسي، فكانت عاصفة الحزم التي قررها ملك السلام ملك العز ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أعزّه الله، فهبّت رياح محملة بالولاء والطاعة حاملة على أكتافها، وعداً من أجل حماية الحرمين الشريفين، فكان لجنودنا البواسل كلمة ورغبة في التصدي لكل من يحاول المساس بأمن هذا البلد واستقراره، فحملوا على عاتقهم الوعد إما النصر أو الشهادة ونحن نعلم أن ما يقوم به جنودنا البواسل على ثغور الوطن الجنوبية هو ذود عن حياض الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم.
وأنا أريد أن أهمس بكلمة لكل جنودنا البواسل، أريدكم أن تتذكروا مآثر الجهاد وفوائده العظيمة، وإن ما تقومون به أعظم قيمة وأجلّ رسالة ينافح ويدافع عنها الجندي المسلم، وإنكم الدرع الحصين لهذا الوطن من شر الحاقدين والحاسدين والمتربصين، ومن أراد المساس بأمنه، وإنكم العين الساهرة له.
ونحن نبدي فخرنا واعتزازنا بما يقدمه هؤلاء الأبطال، وإنهم طلاب حق لا طلاب حرب، واعلموا أنكم مفخرة لكل عربي ومسلم ولكل عاقل أينما كان، وأعمالكم البطولية محل اعتزازنا، فلكم جزيل الأجر والمثوبة بإذن الله من رب العالمين، فأنتم من مضى بحزم وقوة، وسار بعزة وفخر، فحلقتم في سماء المجد والشموخ، ملبين أوامر قيادتكم بكل شجاعة واقتدار، مقبلين صامدين ثابتين، مخلصين النية لله، فثقوا بنصره المؤزر، فهو معكم بتوفيقه وتسديده وتأييده، {وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا} (45) سورة النساء. ونهمس لكم أيضاً كونوا على يقين بأن النصر حليفكم بإذن الله، وسيروا ولا تخافوا على أسركم وذرياتكم فهم محل اهتمام الدولة. وكذلك ثقوا بأن أبناءكم وبناتكم وإخوانكم وأخواتكم يتلقون التعليم في المدارس، ويحظون برعاية كريمة من قِبل المعلمين والمعلمات. لأن المعلمين يعرفون دورهم في مثل هذه المواقف. ولأن المعلمات يدركن دورهن في مثل هذه الظروف. وإنهم بأيد أمينة، وأكبر دليل على ذلك تكريم أبنائكم وبناتكم حيث ظهر التماسك والتلاحم بين أبناء الوطن، وأؤكد على كلمات وزير التعليم لأبنائه وبناته الطالبات وحرصه على راحتهم وكذلك أوامره بنقل زوجات المرابطين إيمانا بالدور الذي تقومون به بقوله رجال_الحد_الجنوبي يقدمون أجمل صور الفداء لوطنهم والدفاع عن أرض الحرمين بكل عزم وحزم. وكذلك ما قام به وزير التعليم من تدشين حملة التبرع بالدم لأبطال الحد الجنوبي تحت شعار (دماؤنا فداء أبطالنا) بالتعاون مع الخدمات الطبية بالقوات المسلحة في مدرسة الحجاز الابتدائية، بحضور اللواء سليمان المالك مدير عام الخدمات الطبية بالقوات المسلحة.
وهذا يؤكد مدى الحرص على المرابطين والوقوف معهم بمبادرات تهمهم وما قاله وزير التعليم بأن هذه المبادرة انبثقث من المدرسة كواجب وطني نشارك من خلاله أبناء الحد الجنوبي في أداء الواجب ونحن نتطلع أن تبادر المدارس الأخرى ومؤسسات التعليم الأخرى في الجهد، مؤكداً على أهمية التكامل بين مؤسسات الدولة وقطاع التعليم الذي يفخر بإرسال هذه الرسالة المعنوية لأبنائنا في الحد الجنوبي، سائلاً الله لهم التوفيق والسداد.
بالفعل هناك جنود خلف هؤلاء الجنود داعمين لهم بأفعالهم ودعائهم وهذا يؤكد الُلحمة الوطنية التي تربى عليها أبناء الوطن.
اللهم مكّنهم وانصرهم وسدّد رميهم. وما أجمل تلك الصورة المعبرة لجنودنا https://t.co/njRkuUOymP نعم دام عِزُّ الوطن. وبقيت رايته المضيئة المشرقة بنور الإيمان خفَّاقة عالية فوق الجبال وعلى السهول. في فضاءات السماء وعلى سواحل البحار.
أأسأل بعد ذلك عنك يا وطني؟ أرى الكل يريد الدفاع عنك، أي محبة غرستها في قلوبنا؟ أي إخلاص زرعته في أرواحنا؟ أي رغبة وإصرار جعلته في نفوسنا؟ حبك يا وطن جاء منذ الصغر، أبعد ذلك نسأل عنك يا وطني؟
في ختام مقالي أخبركم بأن قلوبنا معكم وألسنتنا تلهج بالدعاء ونسأل الله -عز وجل- أن يديم الأمن والاستقرار علينا وأن يحفظ هذا الوطن وقيادته الرشيدة من كل شر ومكروه.