«الجزيرة» - زهوة الجويسر:
كشف مدير عام مركز الملك سلمان الاجتماعي، رشاد سعيد هارون، كيف قطع المركز خلال السنوات الماضية شوطاً كبيراً في تحقيق هدفه السامي، المتمثل في رعاية المسنين وتكريمهم، ليس فقط عبر تقديم الخدمات المالية والمساعدات العينية، ولكن عبر دعمهم في مختلف النواحي بما يوفر السعادة للمسن ويرفع من روحه المعنوية، لتشمل الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والترويجية وخدمات الرعاية الشخصية وغيرها من صور الرعاية المختلفة، بالإضافة إلى توسعه في تغطية خدماته لمختلف الأعمار عبر الأنشطة الاجتماعية والرياضية، ليكون بمثابة محور اهتمام رئيسي للعائلة ككل.
مستشفى المركز
وأوضح هارون أنه في سعي المركز للبحث عن مزيد من الإيرادات لتوفر احتياجاته، إضافة إلى الميزانية التي تصله من وزارة الشؤون الاجتماعية والتي تبلغ مليوني ريال فقط، تم البدء في إنشاء مستشفى يمتلك المركز 50 % من رأس ماله، وهو في نفس الوقت مشروع مُكمل لرسالة المركز والتي تنصب في الاهتمام برعاية كبار السن، حيث يختص المستشفى بعلاج الأمراض المزمنة والطويلة.
وأضاف هارون أن آلية انتقال المريض إلى المستشفى تتم من خلال تعاقدات بين إدارتها وبين وزارة الصحة ومدينة الملك فهد الطبية ومستشفى العسكري ومستشفى الملك فيصل التخصصي، مشيراً إلى أن تكلفة السرير للأفراد ممن لم يتم تحويلهم من تلك المستشفيات 1500 ريال في اليوم، شاملة رعايته ولا تغطي شركات التأمين تكلفتها، مؤكداً أن أرباح المستشفى تصل إلى 50 مليون ريال سنوياً.
وقد أكّد مدير عام مركز الملك سلمان الاجتماعي على أن المركز يحرص على أن يكون له دور مهم في تغيير نمط حياة هذه الشريحة الاجتماعية - كبار السن - للأفضل، عبر الرعاية التي يحظى بها العضو، حيث يتمتع بكافة الخدمات الاجتماعية والصحية والترفيهية داخل المركز»
تحديث المرافق
واستطرد هارون أن مجلس الإدارة ومن خلال سعيه الدائم نحو تطوير المرافق والخدمات وبذل كل في وسعه لراحة ورفاهية الأعضاء، قام بالسعي لإنجاز أكبر مشروع لتوسعته وتحديث مرافقه وخدماته بما يجعله مواكباً لتطور أساليب الرعاية العصرية ومحققاً تطلعات وطموحات الأعضاء.
كما تم افتتاح المسبح الجديد والنادي الصحي في القسم الرجالي على مساحة ألفي متر مربع، بالإضافة إلى المرافق السابقة والتي ما زالت تخدم الأعضاء، وتم الوصل بينهما بمسارين أحدهما رواق علوي خارجي والآخر ممر سفلي ليجعل منهما وحدة متكاملة للمنشآت الرياضية والصحية بالمركز، ويسهل على الأعضاء الحركة بينهما، كما يشتمل على مصعد يسهل الحركة لكبار السن وغيرهم.
وأوضح مدير المركز فيما يتعلّق بمكونات المرافق الجديدة بقوله: «يمكننا القول إن الإضافات في جوهرها عبارة عن مركز اجتماعي ترفيهي صحي قائم بذاته لما فيه من تكامل وحداثة مواكبة لروح العصر في المجال العمراني والإنشائي لمثل هذا النوع من المراكز، وقد بلغت تكلفته 10 ملايين ريال».
ولدى المركز عيادة طبية تقدّم العديد من الخدمات الصحية للأعضاء والعضوات، وتقديم الاستشارات الطبية بالتعاون مع الاستشاريين في عدد من التخصصات المهمة، ويقدّم القسم الصحي العديد من الخدمات منها؛ الكشف الدوري للحالة الصحية داخل المركز، الاستشارات الطبية، توفير نظام الحمية والتغذية السليمة، توفير الأدوية للحالات الطارئة كالأزمات القلبية والإسعافات، إيجاد ملف صحي تتبعي عن جميع أعضاء المركز، تنظيم برامج التثقيف الصحي للأعضاء والمجتمع المحلي»
توسعة الأقسام
وأضاف هارون أن مبنى المركز ينقسم إلى قسمين منفصلين الأول للرجال والآخر للنساء يتوسطهما مبنى الإدارة، والذي يتكون من دورين وأرضي وقبو يشتمل الدور الأرضي على المدخل الرئيسي ومكتب استعلامات ومكاتب إدارة العلاقات العامة وبهو يؤدي إلى المسرح (النشاط الثقافي) الذي يتسع لـ270 شخصاً.
ولفت إلى أن توسعة القسم النسائي تمت بخصائص معينة، بهدف منح القسم قدراً كبيراً من الأهمية من حيث النظر إلى أبعاد المشروع الخيرية والإنسانية، ومواكبة الزيادة المطردة في عضوية القسم النسائي، وما تنشده العضوية من توفير كافة الخدمات الاجتماعية والصحية والرياضية والترفيهية في خصوصية تامة.
كما أشار مدير المركز إلى أن كثافة الزوار وأعضاء المركز وتنوّعهم، كانت سبباً رئيسياً في العمل على توفير مرافق رياضية وثقافية واجتماعية متكاملة، فضلاً عمّا يحتاجه هؤلاء الأفراد من مرافق خدمية من مطاعم وجلسات ومحفوظات للأمانات ومواقف سيارات ووحدات صحية وتجهيزات لذوي الاحتياجات الخاصة فقد شملت التوسعة في القسم النسائي إضافة المزيد من المرافق مثل صالات رياضية صالة ألعاب سويدية، مسبح بمواصفات عالمية، مسرح، مركز علاج طبيعي، ومركز تجاري ومركز تجميل نسائي ومكتبة عامة إضافة إلى حضانة أطفال لأبناء العضوات والعاملات وحتى من تود الاشتراك فقط في الحضانة، مع منطقة جلسات خارجية.
مركز نموذجي
وأكّد هارون أن المركز نموذجي بما يقدّمه من خدمات تلبي تطلعات معظم من ينشدون ممارسة الأنشطة الرياضية والمشاركة في المناسبات والفعاليات الاجتماعية والثقافية. والتي تشمل جميع أفراد العائلة.
ولتلبية الطلب المتزايد على الاشتراك في الأنشطة الرياضية، كشف هارون أن المركز اعتمد مشاركة شريحة الشباب والانتساب لعضوية المركز وهي بالطبع شريحة كبيرة في المجتمع، حيث يحق للشباب من عمر 20 فما فوق الاشتراك مع المحافظة على الأنشطة والبرامج الخاصة بكبار السن التي يتشرّف المركز بتقديمها للأعضاء منذ افتتاح المركز قبل عشرين عاماً.
وامتداداً للخدمات الاجتماعية، فمن المنتظر أن يتم افتتاح مقهى عصري بتصميمه وديكوراته في القريب، حيث يعد إضافة نوعية إلى المرافق الخدمية بالمركز بما يقدّمه من المشروبات الباردة والساخنة وقائمة من المأكولات الخفيفة ذات السعرات الحرارية المنخفضة التي تلبى تطلعات أعضاء المركز وزواره.
وختم مدير المركز حديثه بتثمين الجهود الكبيرة والحركة الدؤوبة التي يبذلها مجلس الإدارة برئاسة الأستاذ عبد الله العلي النعيم وسمو نائبه الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان والأعضاء الأفاضل، بما يطرحونه من خطط وأفكار ويدعمونها بالعمل والمتابعة، واضعين في الاعتبار خدمة وتقدير هذه الفئة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف.
القسم الرجالي
لدى القسم العديد من البرامج والأنشطة التي تنظّمها الإدارة الخاصة بهذه النشاطات، حيث تقدّم برامج اجتماعية وترفيهية من خلال الفعاليات والتي تزيد من مشاركة الكبار في الحياة الاجتماعية والاستفادة من تجارب بعضهم وتحقيق التواصل بين الأجيال، كما تقدّم برامج ثقافية تهدف إلى رفع المستوى الثقافي للكبار وتوعيتهم من خلال المحاضرات والندوات والدورات المختلفة إضافة إلى البرامج الترفيهية والرحلات والزيارات الميدانية التي تهدف للترويح عن النفس والانفتاح على المجتمع .
وتهدف إدارة البرامج والأنشطة إلى المساعدة في خلق محيط اجتماعي يستوعب اهتمامات الكبار والعمل على رعايتهم وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم والتواصل مع محيطهم الأسري والاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم البرامج والفعاليات التي تبرز دورهم في المجتمع وتساعد على رفع روحهم المعنوية والإبقاء على التواصل المستمر مع المجتمع بإتاحة منابر يعبرون فيها عن آرائهم ومشاركاتهم وتجاربهم، كما تهدف إدارة البرامج والأنشطة لدى القسم الرجالي إلى المحافظة على الصحة العامة لكبار السن من خلال برامج اجتماعية وثقافية ورياضية تساعد على استمرار حيويتهم عبر ممارسة الأنشطة الرياضية على مختلف أنواعها.
كما يتوافر في القسم الرجالي، قسم داخلي خاصة بالصحة والرياضة يوفر بيئة صحية وقائية تتمثّل في إجراء الفحوصات الطبية على الأعضاء بالمركز وتقديم خدمات العلاج الطبيعي والتغذية الصحية، وتوفير الأدوية والإسعافات الأولية للحالات الطارئة، كما تدخل في قائمة الخدمات العلاجية غرف البخار والجاكوزي وهي غرفتان مجهزتان بأحداث الأجهزة في هذا المجال وتتسع الغرفة لثمانية أشخاص دفعة واحدة.
القسم النسائي
يسعى القسم إلى رفع المستوى الثقافي والتوعوي لدى العضوات من خلال توفير البرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية والعلمية والتي تهدف إلى تنشيط قدرات العقل والتفكير والرقي بمفاهيم الحياة ودور الإنسان في المجتمع وذلك من خلال إقامة المحاضرات والندوات والأمسيات والمسابقات والبرامج الاجتماعية المنوّعة ودروس محو الأمية ومهرجانات الطفل والسائق والأطباق الخيرية، كما يتم تعزيز الانتماء الوطني متمثلاً في إقامة المناسبات الوطنية السنوية، بالإضافة إلى تعزيز الطاقات الفردية وتوظيفها لخدمة المجتمع.
كما يقدم العديد من الأنشطة الاجتماعية كالبحوث الاجتماعية للفئات الخاصة، والخدمات التنسيقية مع مكاتب الخدمة الاجتماعية في الأجهزة المختلفة والمشاركة في المناسبات الوطنية والأيام العالمية، وإقامة الأسواق والأسابيع الخيرية، بالإضافة إلى تشجيع العمل التطوعي وتفعيل دوره بين العضوات، وإقامة أطباق خيرية يخصص ريعها لصالح الأسر المحتاجة، كما يتم الاستفادة من خبرات ذوات الخبرة في المجالات المتعددة، وفتح قنوات للتعاون مع الجمعيات الخيرية والمراكز المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم زيارات للمستشفيات عن طريق جماعة صديقات المركز للمواساة والتخفيف عن المرضى والمصابين، وإعداد برامج ترويحية للمعاقين والمقيمين في المؤسسات الاجتماعية بالإضافة إلى تنظيم واستقبال زيارات الوفود الرسمية من داخل وخارج المملكة..
ويتوفر لدى القسم النسائي قسم خاص بالصحة، حيث تبنى نهج فريق صحة الأسرة في المرافق الصحية الأولية، وفقاً لمعايير وقيم الرعاية الصحية الأولية التي تنادي بها منظمات الصحة العالمية والرعاية الأولية، وذلك سعياً لمواكبة وتلبية متطلبات الاحتياجات المتغيرة للحياة الاجتماعية والاقتصادية للسعوديين.
ولا تستدعي جميع الأمراض الإقامة في المستشفى مثل السمنة والسكري، ولكن المركز يوفر للمرضى في جو اجتماعي فاعل الرعاية الصحية والاهتمام بحالته وتمكينه من مزاولة الأنشطة التي تلبي احتياجاته الخاصة، ولذلك كان الهدف الرئيس من هذه المنهجية تقديم خدمات شمولية صحية عامة سواءً الوقائية أو التثقيفية ومساعدة المرضى على الوصول إلى حالة صحية جيدة.ويتوفر في القسم الصحي عيادة التمريض والإسعافات الأولية والتي تقدم خدمة علاجية أولية للعضوات والمستفيدات داخل المركز، من الإسعافات الأولية ومباشرة الإصابات الطارئة والحوادث لحين وصول فريق طبي من الهلال الأحمر، حيث يقوم بإجراء الفحوصات والمتابعات اللازمة لبعض الأمراض المزمنة كالسكري والضغط، بالإضافة إلى إجراء الإسعافات الأولية للحالات الطارئة واتخاذ اللازم، كما يتم إجراء التحاليل الطبية اللازمة للخدمات المقدمة في المركز.كما يتوافر أيضاً داخل القسم، عيادة للتغذية، حيث تنطلق من أهمية التغذية السليمة في كونها تحافظ على صحة الجسم وتعمل على درء خطر الأمراض المزمنة والخطيرة عنه والتخفيف من مضاعفاتها، حيث تهدف إلى العمل على زيادة الوعي الصحي حول الغذاء بشكل خاص والممارسات الصحية بشكل عام، بالإضافة إلى تحفيز المستفيدات على اكتساب السلوكيات الصحيحة وتحويلها إلى نمط حياة، كما يتم تصميم الحميات الغذائية والإرشادات التغذوية المناسبة للحالات المرضية المختلفة (زيادة الوزن والسمنة، نقصان وزن، ارتفاع ضغط الدم، السكري بنوعيه، ارتفاع دهنيات الدم، القولون العصبي)؛ وعمل متابعة تغذوية مستمرة للفرد، بالإضافة إلى تقييم الوضع التغذوي والصحي للمستفيدات وذلك لمعرفة مدى تطور الحالة.كما يقدم المركز الصحي عيادة للعلاج الطبيعي والتدليك، والذي يقدّم خدمة علاجيه تأهيلية لاستعادة الوظائف العضوية والأداء الحركي والتعامل مع الجسم لتحسين حالته الصحية ومنع حدوث إصابات مستقبلية، ويهدف إلى تخفيف الإصابة والمشاكل الوظيفية عن طريق التقييم الصحيح ووضع الخطة العلاجية المناسبة لحالة المريضة ومن ثم تقديم العلاج المناسب، بالإضافة إلى المحافظة على الصحة العامة وتعزيزها من خلال منع الإصابة ببعض الأمراض والإعاقات عن طريق المحافظة على اللياقة والقوة العضلية والصحة في جميع المراحل العمرية، كما يحرص على تعزيز ورفع مستوى الوعي الصحي للمريض بحيث يكون مدرك لكل تفاصيل حالته ومضاعفاتها.
ويوجد لدى القسم النسائي مركز رياضي يسعى من خلاله أن تتمتع جميع النساء بكافة الفئات العمرية بالصحة والقوة والنشاط عن طريق تحفيزهم لجعل الرياضة ممارسة شائعة في حياتهم اليومية، ويهدف إلى التأكد من سلاسة العمليات في كل يوم لضمان تجربة مرضية للعضوات، وتوفير بيئة مرحبة وآمنة لجميع العضوات ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم الصحية والرياضية، بالإضافة إلى تطوير القسم الرياضي إلى أقصى حد ممكن لزيادة رضا كل المشتركات، كما يحرص على الحفاظ على مستوى عال من خدمة العملاء.