د.عبدالعزيز العمر
قد لا تتصور أن وزارة التعليم كانت إلى وقت قريب تستقدم كوادر من المهندسين والفنيين المساعدين مع تجهيزاتهم الهندسية، هؤلاء لم يتم استقدامهم لغرض ممارسة التعليم كما قد يتبادر إلى الذهن، بل ليصمموا ويشرفوا على المباني المدرسية والإدارية للوزارة, هذا النشاط المعماري لا يدخل عادة ضمن مسؤوليات وميزانيات وزارة التعليم في كثير من الدول. اضافة إلى ما سبق تستقدم الوزارة عددا كبيرا من الأطباء والأدوية والأجهزة الطبية، وتبني وتؤثث المختبرات الطبية لتقدم بعض الخدمات العلاجيه (لا أعلم إن كان هذا الأمر قد توقف اليوم).
أما ثالثة الأثافي فتمثلت في اشراف الوزارة سابقا عبر وكالتها للآثار والمتاحف على إنشاء المتاحف التاريخية (ليتها كانت متاحف تعليمية) وترميم محطة سكة الحديد التاريخية في المدينة المنورة وغيرها، وفوق ذلك أشرفت الوزارة على اصدار وتمويل مجلة (اطلال)، وهي عبارة عن دورية اثارية ضخمة كلفت الكثير طباعة واخراجاً. وتستمر هذه الأم الحنون (وزارة التعليم) في احتضان مزيد من القطاعات، فالتعليم العالي وما يتبعه من جامعات ومراكز بحث علمية وملاحق تعليمية اصبح ضمن دائرة مسؤولياتها، كما ان وزير التعليم اصبح مسؤولاً عن الاشراف على التعليم الفني. بالإضافة إلى ما سبق، تعمل وزارة التعليم وبالتنسيق مع القطاعات الامنية على تنفيذ برامج حماية وطنية تحصن أبنائنا ضد استغلالهم في قضايا امنية تهدد وطنهم، أنها حكومة في وزارة واحدة.
إني اشفق كثيرا على معالي وزير التعليم الدكتور/ العيسى وهو يتحول إلى بطل رفع اثقالا عالمية متحملا بمهنية عالية كل تلك المسؤوليات الكبيرة المتنوعة، أعانه الله.