سعيد الدحية الزهراني
العام 2017م سيمثّل منعطفاً مفصلياً في مسار بنية الثقافة المجتمعية في السعودية.. يأتي هذا بعد إقرار رؤية المملكة 2030 الطموحة الخلاّقة.. التي تستهدف إعادة تشكيل المسارات الاقتصادية والتنموية والإدارية.. عبر تبنى تقليل نسبة الاعتماد على النفط.. بعد عقود من الركون إلى كنز الصحراء العظيم المراوغ.. هذا الذي جعل من ذرات الغبار في هذه الأرض النبيلة.. حلماً تبيت ملايين الأنفس على امتداد كرة الأرض.. وهي تمنّي أنفاسها بأن تشتمّه يوماً ما..
بطبيعة الحال تخلَّق عبر هذا المسار النفطي.. ثقافة مجتمعية قوامها المحوري الاستهلاك لا الإنتاج.. ما أدى إلى تجذّر ثقافة الاعتماد على الآخر في الداخل وفي الخارج.. وبالتالي بروز أنماط من التشوّهات الثقافية المجتمعية.. التي من الممكن أن تؤدي حال الاستمرار فيها وعدم تعديل المسار عنها.. إلى تخلخل بنية النسيج الاجتماعي وظهور اعتلالاته بصورة قد يصعب علاجها كما ينبغي لاحقاً..
هذا التوصيف بالاعتماد على البناء الاقتصادي الرئيس.. جعل من خيار التغيير حتمية لا مناص عنها.. رغم كتلة المصاعب التي تستصحب عمليات التصحيح في أي مشروع تصحيحي.. يجد صانع القرار ضرورة إجرائه ضماناً لخلق مستقبل أكثر أماناً وتماسكاً وحيوية..
الدور في المرحلة المقبلة حيال ما سيستجد خلال العام 2017م وما يتبعه من أعوام.. يتمثّل في استحضار جملة من المفاهيم واستيعابها بصورة منطقية.. من بين أهمها عدم المبالغة في تهويل ما سيحدث وفي ذات اللحظة عدم استسهاله.. بمعنى النظر بعين الاتزان المتعقل الذي يستوعب ما يستجد ويقرّر ما ينبغي بجدية ومرونة.. ومحاولة التكيّف السريع مع تغيُّر العادات والمعتادات استهلاكياً واجتماعياً.. وتقبل مرحلة الثقافة المجتمعية الجديدة التي لن تكون شبيهة بما قبل 2017م..
تغير الثقافات يمر عبر مخاض عسير في الغالب.. إلا أن فرحة ولادة المستقبل كفيلة بتاريخ من البهجة المقبلة..
* التحول فعل.. التحول ليس أمنية!