موضي الزهراني
من واقع مسؤوليتي السابقة في مجال الحماية الاجتماعية والتي استمرت لمدة 13 عاماً، واجهت العديد من المواقف الخطيرة، والقصص المؤلمة لمُعنفات من مناطق وجنسيات مختلفة، وحينها كنت أقف بجانب حالات تستحق النصرة والإنقاذ من عنف أقرب الناس لها! لكن كانت هناك حالات تؤلمني لسلبيتها وتنازلها عن حقوقها خوفاً من الفضيحة أو الفشل في الحصول على مطالبها، وخاصة بعض الأمهات اللاتي يختلفن في شجاعتهن وإقدامهن على المطالبة بحقوقهن الشرعية لإنقاذ أطفالهن بعد الانفصال باختلاف مستوياتهن الاجتماعية والعلمية والمادية، ولكنهن يتفقن في هدف واحد ألا وهو «حماية أطفالهن وتأمين الحياة الكريمة لهم»! فالمطلب واحد لكن الكيفية تختلف فيما بينهن، فهناك من تتردد في التبليغ عن شكواها وتظل صامتة لسنوات حتى تخسر دورها كأم بخسارتها لأطفالها! وهناك من تظل تترقب موافقة أسرتها حتى تطالب بحقوقها كأم محرومة من أطفالها! وهناك من تتجه مسرعة للجهات القضائية أو الأمنية أو وحدات الحماية في منطقتها، أو تتصل على خطوط البلاغات ومنها 1919 باحثة عن حل سريع لإنقاذ أطفالها من عنف يتعرضون له! وتتم مثل هذه الإجراءات بشكل سري وقد تطول مع بعض الجهات الأمنية للتدخل خاصة عند الدخول للمنازل أو سحب الأطفال وتسليمهم للأم التي قد لا تتم إلا بعد الرجوع للقضاء! فكان ضحايا الخوف من مواجهة الواقع والإصرار على المطالبة بالحقوق في الظل ولا يتم تسليط الضوء الإعلامي عليهم خوفاً من نتائج تلك المطالبات! ولكن بعد صدور نظامي الحماية من الإيذاء وحماية الطفل من حق العاملين في مجال الحماية التدخل العاجل لإنقاذ المُعنفين في وقت قياسي، وكذلك مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وبخاصة «التويتر» أصبح من السهل على الكثير من الجاهلين للوصول للجهات المعنية بشكل روتيني، التعبير عن مطالبهم وتوجيه نداءاتهم للمشهورين في هذه المواقع، أو لحسابات الجهات الرسمية المعنية بحماية المُعنفين طلباً للتدخل العاجل الذي قد يحدث بسرعة لا تخطر على بال المتقدم بالشكوى والتي تنتهي بحصوله على حقه الشرعي! وهذا نتيجة طبيعية لأي شجاع يطالب بحقه بدون تردد أو خوف من نتائج مطالبه، وهذا بالفعل ما حدث «لأم دارين» التي استغلت مواقع التواصل لنشر مقاطع فيديو مؤلمة عن تعذيب رضيعتها، حيث انتشرت تلك المقاطع بسرعة رهيبة ووصلت للمسؤولين في حماية مكة التي لم تتأخر في حماية طفلتها وتسليمها لها! فالشكلهذه الأم الشجاعة التي لا بد تكون قدوة لجميع الأمهات المطلقات اللاتي يتنازلن عن أطفالهن مقابل الطلاق! وكذلك الشكر لجميع المتفاعلين الذين راسلوني على الواتس والتويتر بعد تفاعلهم مع حساب الأم والهاشتاق الخاص بشكواها وطلبهم إيصال شكواها للمسؤولين بالحماية والذين فعلاً كان لهم دور يشكرون عليه فكانت دارين بين أحضان والدتها بدون تعذيب ولله الحمد.