فهد بن جليد
عندما بثت الـCNN فيديو كليب شلة (جعل الرجاجيل للماحي) كتبت ملاحظة بأن المجموعة التي أنتجت الفيديو عرَّفت نفسها بأنّها (شركة إبداعية تنتج فيديوهات ترفيهية)، وهو ما جعل وسائل إعلام غربية تتناقل الفيديو الذي أخرجه الشاب (ماجد العيسى) حتى تخطت مُشاهداته 4 ملايين، ونتج عنه انقسام المُتلقين بين مؤيد ورافض لما تم طرحه من قضايا اجتماعية ترتبط بالعادات والتقاليد بهذا الشكل، ومشكِّك بنوايا الإعلام الغربي ومنظوره الخاص بطرح الفيديو والاحتفاء به... إلخ.
تأثير الأعمال الشعبية على الشباب بدأ يتصاعد مؤخراً، الأمر لم يعد مُرتبطاً بشريحة مُحددة، فمعظم فئات المجتمع بمُختلف مستوياتها العلمية والاجتماعية والمادية تتابع وتتداول مثل هذه الأعمال التي تضجُّ بها وسائل التواصل الاجتماعي وسط جدل كبير، مما يجعل الكُرة في ملعب المُرَّبين والأباء للاستفادة من هذا التوجه للشيلات و(الهبَّة الشبابية) نحوها -رغم الاختلاف حول ما يُقدم- لتهذيب الأخلاق وزرع حب الوطن والاعتزاز بعاداتنا وتقاليدنا، حتى لو تم تقديمها على طريقة (الهوب هوب) الشبابية.
لا يُمكنك منع الشباب من (الاستماع والاستمتاع) بمثل هذه الأعمال التي تتوفر عبر وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة وتنتشر بكل سهولة، لذا من الفضل أن نجعل ما يُقدم عبر هذه (الشيلات والفيديوهات) منصة أخلاقية وطنية بديلة لما يتم تداوله حالياً، لتتوافق مع طبيعة مجتمعنا ومُعتقداته الدينية وعاداته، وعدم الهروب للأمام برفض الأمر برُّمته.
مؤخراً كثر النقاش حول (شيلة إيقاعية) وطنية أخلاقية تعبر عن شكر طلاب (ثانوية السروات) بالباحة لجهود معلميهم وقائد مدرستهم، وتحمل قيِّماً تربوية ووطنية ومشاعر الولاء لله ثم للمليك والانتماء للوطن الغالي.. لأنها قُدمت (بلهجة دارجة)، تعليم الباحة راح يدافع عن الفقرة ويصفها بأنّها (أوبريت مسرحي) وليست (شيلة).
مع تقديري لتشديد وزارة التعليم على منع (الشيلات والقصائد النبطية)، وضرورة الالتزام بالفُصحى في كل الفعاليات المدرسية، إلا أنَّ استثمار مثل هذا (اللون الشعبي) قد يكون له أثر تربوي آخر، يُساهم في تشكِّيل وصنع شخصية (الطالب) الذي يُغادر مدرسته إلى الميدان، وهو ما يجب الانتباه له بعدم فصل المدرسة عن عادات وتقاليد طلابها.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،