د. خيرية السقاف
مهمة حي «الياسمين» التي تمّت صباح السبت 9-4-1438 الموافق 7-1-2017, التي أودت بحياة أخطر إرهابيين كانا على قائمة المطلوبين للعدالة هما «الصيعري», و»الصاعدي», هذه المهمة برز فيها نجم الجندي البطل «جبران عواجي» وهو ببسالة فائقة, واجه المجرمين وجهاً لوجه, فأرداهما قتيلين قبل أن يفجرا نفسيهما, ونال شرف النصر..
هذه المهمة ركز الناس فيها على مفرد شخص البطل عواجي, وهو يستحق هذا بلا ريب, لكنها تحمل وجوهاً عديدة لما قبل هذا الإنجاز, ولمن شارك فيه معه, تتلخص في محاور تبدأ ببطولته الذاتية المكوّنة من سماته الشخصية, ومهاراته المهنية, ولماحيته الذهنية, وقدرته على مواجهة الموقف بثبات, وحكمة, وهي صفات ذاتية لاشك قد صقلها العلم, والمعرفة بمهارات المهنة, التي مكّنها وصقلها التدريب, والتشجيع, والثقة الممنوحة, ما يؤكد أنّ هناك احتواءً وجهوداً, وبرامجَ, وتدريباً, وتمكيناً, تم في مدارس عسكرية, وميادين تطبيقية, وخبرات وافرة مكّنت عناصر الميدان, وهو منهم، لتحدي مصاعب المواجهة من جهة, فتنجز أهدافها من جهة أخرى.
«جبران عواجي», عكس ببطولته بطولة أخرى حين أعلن للملأ بأنّ هناك جندياً آخر شاركه البطولة وهو يسنده في اللحظات الحاسمة، لم تلتقطه عدسة من سجل المشهد في حينه, فأعلن عنه وهو البطل «نادر الشراري» حيث قال: «الفيديو المتداول لم يُظهر زميلي البطل نادر الشراري ولابد لأن أعترف أنه البطل الذي كان يساندني أثناء المواجهة» وهذه بطولة أخلاقية مضافة له, ولزميله..
تمتد هذه البطولة لكل من واجه المهمات الدفاعية, والأمنية في جميع ما سبق منذ خرجت الخفافيش, ومدت الثعابين سمومها,
منذ سقوط الصواريخ على أبنيتنا, ومحاولة اغتيالات مسؤولينا, وتفجير مساجدنا, والاعتداء على رجال أمن منافذنا, ومحاولة تهريب المخدرات بأنواعها, والأسلحة, والتغرير بشبابنا, والتحريض بين أناسنا, وزرع الفتن بين أفرادنا وجماعاتنا,
منذ مات أول جندي, وسقط أول بناء,
هناك الجنود الذين واصلوا السهر, ودعموا العدّة والدرع, وبسطوا الفرص لأن يكون كل فرد في المجتمع جندياً بطلاً بشكل ما, دعماً لهؤلاء في الميدان, ولأولئك في السهر يفكرون, يخططون, ويمدون..
تمتد البطولة عند الحدود بالمرابطين, وفي المشافي بالمنقذين, وعلى الطرقات بالحافظين, وفي المواجهة بمن يرمي نفسه في النار لينقذ, وفي الماء لينشل..
في جانب آخر البطولة حين تقدم أُم ابنتها هدية للبطل, وترسل أخرى أبناءها للميدان بعد شهادة أخيهم, وتنتصر أخرى على أحزان فقدها بانخراطها في المكافحة الفاعلة, ويقف الأب مواسياً من كان ضحية لعدوان ابنه..
والبطولة الأوفى حين يحتوي الصحيح الجريح, ويضمد الكسر من بيده الأمر..
والجميل أن يُمنح نوط الشجاعة للشجاع في لحظة الفعل,
وأن يُستثنى للترقية من استثنى بروحه سلامة الوطن..
فلتدم البطولة حافزاً وأداءً, فعلاً ومسلكاً.
وليحفظ الله الوطن.