1- يقول عز وجل {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} فانظر لقوله سبحانه وتعالى {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ثم انظر إلى قوله تعالى {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} حتى لا يتسرب إلى الذهن أن داود عليه السلام قليل الفهم. ثم ذكر سبحانه وتعالى بعض الفضل الذي منّ به على داود عليه السلام بقوله: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} فما أروع أن نقتدي بالنهج القرآني إذا ما أخطأ أحدهم فنقول له: (ياهذا، عهدناك ذو فهم وعقل ولعلك ابتعدت عن الصواب في تلك المسألة!).
2- ولا تزال المشاهد تترى مجلية أن ديننا دين الأخلاق الأول، ومنها قوله تعالى {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ}. فالآية تحث على إعطاء المساكين واليتامى -الذين حُجب عنهم الإرث بسبب وجود طبقات أقرب منها إلى المورث- جبرًا لخواطرهم وإرضاء لرغباتهم وكسرًا لنوازع الغل والحسد.
3- وانظر إلى أمر الله سبحانه وتعالى لنبيه في شأن الضعفاء الفقراء {وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} ففي العرف مَن المُطالَب بالسلام؟ القادم أم المستقبِل؟ جزمًا القادم هو من يلقي السلام! ولكن التوجيه هنا خالف القاعدة احتفاء بالفقراء وإظهارًا للمزيد من الاهتمام!