د.عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الدايل
أشرقت على وطننا الغالي شمس عام جديد لتولِّي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - مقاليدَ الحكم في وطننا العزيز، فقد مرَّ عامان منذ البيعة المباركة، التي التفَّ فيها أبناء الوطن حوله - يحفظه الله -، يبايعونه لاستكمال المسيرة المظفرة تحت قيادته الواعية الحكيمة، حتى يستمرَّ بناء الوطن شامخًا شموخ دَوْحة المؤسِّس الباني، الملك عبد العزيز - يرحمه الله -، الذي استمرت دوحته المعطاءة مع أبنائه القادة البررة، الذين تسلموا الراية من بعده، فأدَّوْا جميعهم الأمانة وتحملوا مسؤوليات البناء، حتى وصلت تلك الأمانة إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - الذي تربى في مدرسة المؤسِّس، وتشرَّب فيها حكمته في القيادة، وحزمه في الإدارة، وعطفه على أبناء الوطن، واهتمامه بشؤون العرب والمسلمين، وحسمه فيما يهمهم من قضايا وأمور.
لقد مرَّ عامان على البيعة المباركة حقق فيها الوطن مع قائده المعطاء - يحفظه الله -، العديد من المعطيات والإنجازات في مختلف الميادين، وعايش المواطنون أيامًا مجيدة حافلة بالمواقف المشرفة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -، تلك المواقف التي سجلها ويسجلها التاريخ في صفحات مضيئة، وتحت عناوين زاهية، شاهدة على حكمة القيادة وحزم الإرادة فيما تتخذه من قرارات، وما تحققه من إنجازات لمصلحة الوطن والمواطن، ويسجل التاريخ تلك العناوين الزاهية لتعطي دروسًا لمن يريد أن يتعلم كيف تتحقق الإنجازات في حياة الأمم خلال الأوقات العصيبة التي تمرُّ بها، وتواجه فيها مؤامرات تحدق بها من مختلف قُوى الشر والحقد وأنصار الغيّ والبغي والظلام، وكيف تستمر مسيرة العطاء والشموخ في وقت تتكالب وتشتد فيه المؤامرات؟
تجيء ذكرى البيعة المباركة لتعطي دروسًا مفيدة وعظات تنطق برسوخ البنيان، وتشهد على هذه الصورة المشرقة والمشرفة من التلاحم بين قائد المسيرة المظفَّرة وأبناء الوطن الذين يحيطون قيادتهم بمشاعر الحب والولاء، ويعرفون لوطنهم معاني الوفاء والانتماء، وها هو القائد المظفر - يحفظه الله - يقود سفينة الوطن بحكمة واقتدار، لترتفع مكانة المملكة بين الأمم نموذجًا في العطاء الإنساني، ورمزًا في ميادين التعاون الدولي ، وقاعدة صلبة في مناصرة الحقوق ومناهضة العدوان على الشعوب، وساعيةً مخلصةً لتحقيق الحياة الآمنة لأبناء العرب والمسلمين، الذين يتعرضون للظلم والعدوان، ممن لا يقيمون وزنًا أو اعتبارًا للقيم الإنسانية في حياة البشر.
تجيء ذكرى البيعة فنتذكر معها تلك المواقف الحازمة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله -، حيث حرصت المملكة على أن تجمع قوى العالم المنصفة من حولها في محاولةٍ مخلصةٍ وجادة لتعيد الحق والاستقرار والشرعية إلى الأشقاء في اليمن، وتصون الدم الغالي للأشقاء الذي يُراق في سوريا من غير ذنب وبدون رحمة أو مراعاة لحقوق الإنسان في هذه الحياة.
ومع تعدد المواقف الحاسمة والحازمة للمملكة التي عايشها أبناء الوطن مع قائد المسيرة ، ومع كثرة الإنجازات التي تحققت وتتحقق على أرض الوطن وتعددها في مختلف المجالات، يشهد العالم من حولنا دروسًا في اعتزاز أبناء المملكة بقيادتهم والتفافهم حولها، في تلاحم فريد من النادر أن نراه متوافرًا في نموذج دولي معاصر، فها هم أبناء المملكة يحيطون قيادتهم بكل معاني الاعتزاز والتقدير والفخار، ويزدادون مع الأيام - وعلى مرِّ العصور وفي مختلف الظروف - عزَّة وافتخارًا بقيادتهم، واعتزازًا بانتمائهم لهذا الوطن الذي علت مكانته، وارتفعت رايته - على يد قيادته وبتلاحم أبنائه - خفاقةً بالحق، ناطقةً بالصدق، داعيةً إلى التعاون والسِّلم وتحقيق الخير والرخاء.
إنّ ذكرى البيعة الغالية تعيد إلينا - نحن أبناء المملكة - العديد من ذكريات هذا الوطن مع قائدنا - يحفظه الله -، الذي نحيطه دائمًا من عميق قلوبنا ـ بكل الثقة والولاء، وصادق الإخلاص والوفاء، لما عرفناه فيه ويشملنا به من عميق الرعاية والاهتمام، والحرص اللامحدود على مصلحة المواطن وتحقيق سعادته ورخائه.
إننا في الذكرى الثانية للبيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله - نعتزُّ أيما اعتزاز بقيادته وحنكته التي حققت بها المملكة مواجهات حاسمة لكل ما قابلها من تحديات، وما تمَّ إحاكته ضدها من مؤامرات، واستطاعت المملكة أن تفتح صفحات مشرقة في مسيرتها لتحقيق التنمية والمزيد من الرخاء عبر رؤية استشرافية، تم إعدادها بمنهجية علمية، لحشد طاقات الوطن وتوظيف كافة إمكاناته من أجل صالح الوطن وتحقيق مستقبل مشرق لأبنائه.
وكثيرة هي الإنجازات التي يمكن استعراضها في ذكرى البيعة، في هذا العهد الميمون الذي يقوده خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإِنْ كانت المساحات المتاحة للكتابة لا تسعفنا للإحاطة بالإنجازات واستعراضها والحديث عنها، فإنّ المفردات لا تسعفنا أيضًا عند محاولة التعبير عن مشاعرنا في هذه المناسبة الغالية، فقائدنا «سلمان» عزيز الشأن في قلوبنا، رفيع القدر في نفوسنا، ووطننا تسري محبته في دمائنا، ولا نملك في هذه المناسبة إلا أن نتوجَّه إلى الله بالدعاء أن يحفظ لنا خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأن يمده بعونه وتأييده وتوفيقه، ليستكمل مسيرة التنمية والعطاء، وأن يحفظ ويوفق سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد، وأن يحفظ لنا وطننا عزيزًا قويًّا على مرّ العصور والأزمان.