رقية سليمان الهويريني
لا أدرك سبباً للرغبة الملحة في مجتمعنا باستعمال وسائل التدفئة بأنواعها وأشكالها وأحجامها سواء الدفايات الكهربائية أو الغاز أو حتى الكيروسين! بل أصبحت التدفئة وخصوصاً إشعال الحطب متعة الشتاء برغم خطورتها سواء هي بذاتها أو التعرض لتيار هوائي بارد بعد الخروج من مكان دافئ! ولعل في «شب النار» إثارة للمشاعر الأسرية بما يمنحه جوها الحميمي بالتفاف العائلة حولها، والعبث بها أو التأمل في الجمر المشتعل!
ولئن كانت بعض الأسر قد تخلصت نهائياً من جميع وسائل التدفئة نظراً لتنامي مستوى الوعي والتعامل مع الطقس البارد بارتداء الملابس المناسبة والجوارب الملائمة لحماية القدمين من البرودة؛ إلا أنه لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حالات حريق أو اختناق بسبب الفحم المحترق أو التماس كهربائي للمدفأة لإهمال معايير السلامة الخاصة بها، أو النوم داخل غرفة والمدفأة مشتعلة مما ينتج عنه انعدام الأكسجين وزيادة نسبة أول وثاني أكسيد الكربون السام في الجو فيحل محل الأوكسجين في الدم أثناء التنفس مؤدياً للإصابة بالاختناق أو الوفاة.
ويعتقد البعض مع بداية الطقس البارد أن الدفاية هي الخيار الأول بالرغم من عدم الحاجة لها حيث لا تصل درجة الحرارة لأقل من الصفر إلا في شمال المملكة ولفترة قصيرة جداً.
ولعل الكثير يجهل الآثار السيئة للدفايات حيث تقوم بتدفئة الهواء داخل المنزل مما يؤدي لخفض مستوى الرطوبة في الهواء ويجعله جافاً، ويتسبب باضطرابات للجهاز التنفسي فيحدث الربو والتهاب الشعب الهوائية ونزيف الأنف، كما أن انعدام الرطوبة في الهواء يفضي لتبخر الدموع من العين مما يتسبب بضعف توازن رطوبتها أو جفافها، فضلاً عن التأثير السيئ في المبالغة بالتدفئة على العظام والعضلات وحدوث الروماتيزم وآلام أسفل الظهر والتشنجات في عضلات الرقبة وهي شكوى ملازمة لفصل الشتاء!
ولا شك أن التعرض للبرد فيه خطورة شديدة؛ إلا أن البحث عن الأمان مهم أيضاً، لذا يحسن اتخاذ الاحتياطات الصحية والاحترازات الآمنة منها تناول المشروبات الساخنة وارتداء الملابس الشتوية واستخدام البطانيات الكافية ليمضي الشتاء هادئاً دون حوادث ولا كوارث!!