مها محمد الشريف
من المؤكد أن استهلال زيارات الرئيس اللبناني ميشال عون الخارجية إلى المملكة، تعزز العمل المشترك بين البلدين وأواصر العلاقات السياسية والاقتصادية، وتبعث برسائل تشد الانتباه إلى نجاح المسؤول السياسي وتختصر الكثير من الوقت، ويندرج هذا اللقاء ضمن محاولة لإخراج الرئاسة اللبنانية من الصراعات الدولية والإقليمية والاهتمام ببناء الدولة من جديد وبمصالح لبنان الاقتصادية.
وما يميز هذه الزيارة هي الواقعية والابتعاد عن التحديات المحيطة بالدول العربية، وما تحمله من نظرة تفاؤلية بعودة لبنان بعد الفراغ الرئاسي، وبعض الأصوات النشاز التي لا تخدم العلاقات الثنائية بين المملكة ولبنان.
واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون في حديث لقناة «الأخبارية السعودية» مساء الاثنين أن الحروب الداخلية لا تنتهي إلا بحل سياسي. وقال: «جميعنا بحاجة إلى التعاون لمحاربة الإرهاب، كما أننا بحاجة إلى التعاون مع المملكة العربية السعودية وكل الدول لأن الإرهاب لم يعد محصوراً في دول الشرق الأوسط بل عمّ العالم أجمع». كما أكد أنه جاء إلى المملكة «ليبدد الالتباسات حاملاً المودة والصداقة للشعب السعودي».
ولا يسعني إلا الإشارة إلى حرص الملك سلمان على وحدة لبنان واللبنانيين، ومواقفه السياسية الحكيمة التي تساهم في لم الشمل العربي والإسلامي وتقريب وجهات النظر مهما اتسعت رقعتها وملابساتها، وأن مثل هذا البناء يجمع الطاقات ويوحد الصفوف ويخلص الدول من العوائق والفوضى.
كما ميز عدد من السياسيين والإعلاميين عمق العلاقة بين البلدين وأهمية استمرارها وتطويرها وحمايتها من انكسارات التاريخ عطفاً على القواسم المشتركة، فصفحات الماضي شاهد على العراقة والأقدمية بين البلدين.
وفي هذه المناسبة، قال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع: «إن زيارة الرئيس اللبناني، ميشال عون، للمملكة العربية السعودية، ستكون «ممتازة» وستتضمن مناقشة «المساعدة العسكرية للجيش اللبناني وعودة السياح الخليجيين إلى لبنان» فيما وصف زيارة عون لإيران بـ»الأمر الطبيعي» معرباً عن عدم الممانعة من تلقي المساعدات العسكرية من طهران إن عرضته».
إن أكثر ما يثير هنا، ما أشار إليه جعجع، تلقي المساعدات العسكرية من طهران! إيران التي لم ير العالم العربي منها سوى مسرح كبير للقتل والقمع والاغتيالات، وعرض كبير من الخداع مقابل حرب مشتعلة بالعنف.