د. عبدالرحمن الشلاش
إذا كانت البطولة في حادثة حي الياسمين بالرياض التي انتهت بقتل روحين شريرتين تجير للأمن السعودي الذي يثبت في كل مواجهاته المتلاحقة للإرهابيين بطولة وشجاعة ومفاجأة ومبادرة فإن هناك أيضاً أدواراً بطولية فردية تشكلت لتكون عملاً جماعياً نادراً ومشرفاً ليس له مثيل شارك فيه رجل الأمن الشجاع مع المواطنين الشرفاء لدحر الشر وقصم ظهر الإرهاب.
البطل الأول العريف جبران عواجي حيث واجه الإرهابيين أثناء توجههما لسيارة الأمن بشجاعة نادرة, وأطلق عليهما النار من مسدسه رغم أنهما يتسلحان بالرشاشات والأحزمة الناسفة, لكن شجاعة وبسالة جبران وإيمانه القوي وحبه لوطنه كانت دروعاً قوية وحواجز مستعصية على الإرهابيين من بلوغ أهدافهما الوضيعة.
جبران سطر اسمه في سجلات المجد حين جازف بنفسه ليحمي بلاده وينهي فصول الجريمة التي كادت أن تودي بحياة سكان الحي الآمن. المجازفة غيرت طرفي المعادلة وحققت النصر في أرض المعركة. اسم جبران تناقلته كل الوسائل فقد بث طمأنينة في النفوس بقدرة رجال أمننا على الحسم في كل المواقع وتحت مختلف الظروف. أثبت رجل الأمن السعودي كفاءة عالية وحسن استعداد ليبلغ رسالته لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن بأن مصيره لا محالة إلى الفناء.
جبران من كوكبة لا ترهب الموت ولا تهاب المواجهة ولا تخاف العدو, وكأن هذا البطل المغوار قد قال للباغين: (كفوكم مسدس صغير أنتما لا تستحقان بندقية ولا رشاشاً، هاتوا العشرات من أمثالكم سأقتلهم بمسدسي). جاء الثناء على هذا العمل المدهش من الداخل والخارج. من خارج الحدود أشادت به صحيفة «ديلي ميل» البريطانية واسعة الانتشار ووصفت تصديه للإرهابيين بـ»بطولة شرطي سعودي قتل بمسدسه إرهابيين مدججين بالرشاشات والأحزمة الناسفة».
وسط هذه المواقف البطولية التي ترفع الرأس وتؤكد فخامة مقدرات هذا الوطن برز في الياسمين أبطال أظهر تفاعلهم المبهر الوعي الكبير لمواطن هذا البلد وحرصه على اجتثاث كل بؤر الإرهاب. البطل الثاني سيدة سعودية رغم هول الموقف وأصوات الرصاص وخطورة الوضع, تطوعت لتصور من شرفة منزلها مشهداً في أربعين ثانية نقل للعالم ملخصاً لكل شيء بل وأهم شيء. هذا المقطع يمكن اعتباره سبقاً إعلامياً ووصفه بالنادر والتاريخي والتوثيقي.
البطل الثالث في جهة أخرى من الحي شاب اسمه مصعب الحربي التقط صورة بجواله للإرهابيين وهما يتسلقان سور أحد المنازل القريبة رغم الخطورة على حياته ليقدم دليلاً مهما على وجودهم لأجهزة الأمن. في الياسمين كان الأبطال وكان الرفض من الجميع للفئة الباغية وكان النصر للوطن.