يُحْسب لوزارة التعليم أنها في أنشطتها وبرامجها تصافح وطنها بلغة بناء النشء وتنمية عقله هكذا زادت قيمتها وأثرها وتأثيرها بين مؤسسات وهيئات الوطن وهي تعمل على نحو مهني ونظامي على غرس وتطوير قيم المواطنة وحب الوطن وقداسته ووحدته وأهدافه وقيمه، ورسم صورة لمستقبل نهضته وتفرده في ظل تماسك أبنائه وقوة إرادته ووحدة أجزائه.
وفي هذا الإطار دشنت قبل عام تقريبًا فعاليات البرنامج الوطني لوقاية الطلاب والطالبات من الانحرافات السلوكية «فطن».. البرنامج كشف عمق رسالة ورؤية وزارة التعليم وهي تقترب من الجيل القادم في مدارسهم لتمنحهم مساحة من اليقظة والحذر، ومواكبة الأحداث بمستوى عالٍ من الحصانة الفكرية والمجتمعية ليسهموا في مواجهة من يتربص بهم وبمجتمعهم والارتقاء بنفوسهم للقيم السامية والأفكار الإيجابية البناءة.
ولقد حرصت وزارة التعليم على تنظيم «فطن» باحترافية وهي تُكَامِل جهودها وتوظِّف برامجها ومشروعاتها باتجاه صناعة جيلٍ فطنٍ ذكيٍ، مؤكدٍ لذاته واعٍ بما يدور حوله، وقادر على مواجهة مشكلاته والتعامل معها، عبر إطار مرجعي منظم يحكم تلك البرامج والمشروعات ضمن المنظومة التعليمية التي يعَّول عليها في بناء الفرد.
قبل أسبوع كان المؤتمر الصحفي السنوي للبرنامج الوطني الوقائي «فطن» الذي أقيم في مقر البرنامج الذي أوضح فيه أمين عام مجلس أمناء فطن المدير العام للبرنامج الدكتور ناصر بن منصور العريني بأن البرنامج سيركز في خطته التشغيلية للعام الجديد على استكمال المرحلة الثالثة على المستوى الأول «الوقاية الأولية» من خلال مسارين أساسيين الأول توعية خاصة بالمدارس تتمحور حول التنمية المستدامة لمهارات الطلاب والطالبات من خلال تنميتها وتعميق المشاعر الإيجابية والتركيز على مهارات التربية الإعلامية الناقدة وتغيير المعتقدات والاتجاهات والقيم المرتبطة بالانحرافات السلوكية والفكرية مع التركيز على استخدام الأنشطة المختلفة والتدريب، وتعزيز الثوابت الوطنية.
الأمر اللافت في البرنامج أن له أسلوبه المختلف عن بقية البرامج التوعوية الأخرى فهو يركز في رسائله على الابتعاد عن التلقين المباشر وتجنب الخوض في التفاصيل وتناول الانحرافات السلوكية والفكرية كجزء من كلل وعدم المبالغة في الطرح ونقل الصورة الإيجابية بالدرجة الأولى.
إكمال تدريب 1.4 مليون طالبة وطالبة على المهارات الشخصية والاجتماعية التي تمكنهم من مواجهة جميع المهددات الأمنية وتحقيقها نسبة 25 في المائة من إجمالي الطلاب والطالبات على مستوى المملكة في خلال 3 أشهر، يترجم رؤية البرنامج الطموحة واتجاهاته التي ينطلق من خلالها في تلك الفترة بسرعة البرق نحو الشخوص لبناء أساسيات متينة لتحقيق الأهداف التي ينشدها بقيادة معالي وزير التعليم نائب رئيس مجلس أمناء «فطن» الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وأمين عام مجلس أمناء فطن المدير العام للبرنامج الدكتور ناصر بن منصور العريني.
بالتأكيد.. خطط البرنامج المقبلة ستكون مكسبًا بفكرها المجتمعي وخارطتها التنويرية ستسهم أكثر في نجاحه وجعل له قيمة توعوية وتثقيفية ملموسة، عبر تبادل الخبراء وبرامج الحماية الاجتماعية مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وتضمين برامج الحقائب التدريبية لبرنامج فطن ضمن حملة «السكينة» مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبث الرسائل الإعلامية وآفاق النشر والطباعة والنقل والمواطنة الرقمية مع وزارة الثقافة والإعلام، وبرامج مشتركة مع أكاديمية الحوار والبرامج الشبابية مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والعديد من البرامج مع الهيئة العامة للرياضة مثل دعم نوادي فطن النوعية بالكوادر ودعم الملتقى التطوعي والحملات الصحية وبناء وتعزيز الثوابت الوطنية.
حراك توعوي تثقيفي تقوده وزارة التعليم في الوطن اليوم على مختلف مناطقه ومحافظاته عبر إداراته التعليمية، والتعليم محور مهم في استراتيجيتها.
جميل هذا الإيمان من الوزارة بقيمة التعليم والتوعية والتثقيف وأثرها وتأثيرها في بناء الإنسان والمكان... شكرًا يا وزارة التعليم باسم كل مواطن على هذه الحيوية المتدفقة التي نتنفّسها في كافة فعالياتك وبرامجك التوعوية والتثقيفية التي تلامس الجيل المقبل لبناء جيل مؤهل للحفاظ على مكتسباته... حقًا يا «فطن» أنتَ «محضن بناء الجيل».
- مدير العلاقات والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر