«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من المؤسف والمحزن جدا أن حياتنا المعاصرة على الرغم مما وصلت إليه من تقدم وتطور حضاري ورغم جهود الدول المختلفة في مكافحته ومحاولة القضاء عليه إلا أن دولا عديدة ما زالت تعاني منه يومياً تقريباً، وباتت مشاهد الضحايا الملطخة بالدماء والمصابين الذين باتوا في كل عملية إرهابية بالعشرات نجد أن هناك عجزاً عن مكافحته، خصوصاً وقد بات إرهابا دوليا يضرب يوماً هنا ويوماً آخر هناك، وعن التصدي لعناصره وفئاته الخارجة عن الأمن والقانون والذين لا يكتفون بالعبث والمغامرة بمصائر الناس الآمنين فحسب وإنما باتوا يشكلون خطرا على العالم كل العالم بدعم وتمويل دولا خفية تمارس عملها ودعمها ومساندتها خلف الكواليس أو تعمل كما يفعل الملقن في الأحداث الدرامية والعروض المسرحية.
من هنا نجد أن هذه القدرة الهائلة للإرهاب والتي باتت، ولنكون صرحاء، تقلق وتخيف دولا مختلفة. كبرى وصغرى، وراحت بالتالي الدول خلف الدول تضع في ميزانياتها ميزانية خاصة لمحاربة ومكافحة هذا الاخطبوط (الإرهاب)، وبالتالي خصصت الدول مليارات الدولارات له كانت أولى أن تصرف في البنية التحتية لكل دولة، ولكن الجميع يعلم أن الأمن والاستقرار من أهم ركائز الحياة للشعوب، ولقد أجمعت هذه الشعوب على أن مكافحة الإرهاب واستئصاله تأتي في المقدمة الأولى من ضمن مهامها وسياساتها لحياة آمنة مستقرة..
وهنا يقفز أمامنا السؤال الذي دائما يدور في أذهان الجميع، هو كيف يمكننا القضاء نهائيا على الإرهاب الدولي واستئصاله.. ولكن هذا الإرهاب ليس شخصية قائمة بذاتها، بالإمكان تصفيته وحده، إنما هو مجموعة من الدول التي تمارس عملها الخفي في مساندة الإرهاب واحتضانه وكرسوا الإرهاب لخدمة أطماعهم الخارجية ولتحقيق نزواتهم المريضة وأحلامهم غير المعقولة في نشر الفوضى وعدم الاستقرار في دول العالم، ولكننا جميعا لا يجب أن نفقد الأمل والإيمان بالله بأن القضاء على الإرهاب يبدأ وفي مختلف الدول بالتعليم والتوعية ونشر محبة الآخر على اختلاف الديانات؛ فالعالم اليوم غير الأمس. فأنت هذه اللحظة بالمملكة وبعد ساعات قد تكون في مهمة عمل أو سياحة في دولة أخرى، ولنا مثال حي حادثة اسطنبول البشعة فنسبة كبيرة من ضحايا الهجوم هم من دول مختلفة ساقهم القدر على التواجد في المطعم وحدث ما حدث؟!.. ولنجاح مهمتنا كدول في استئصاله وبتر أعضائه هو التعاون الحقيقي وتكاتف جهود كل القوى المحبة للخير في دول العالم من دول وشعوب لنكون يدا واحدة لوضع وتنفيذ خطة دولية منسقة على النطاق العالمي تستهدف نبذ هذه الظاهرة المشينة والقضاء على هذا الاخطبوط (الإرهاب) بصورة فاعلة، وألا نجامل دولة على حساب حياة وأمن وطمأنينة واستقرار الشعوب، وأن نشير بوضوح إلى أن هناك دولاً باتت معروفة تقف وراء الإرهاب، بل وبنت سياستها على مبدأ الإرهاب والتدخل في حياة الشعوب المختلفة، ويجب قبل وبعد ان يشار اليها بوضوح كحاضنة وداعمة له، فهل نفعل أيها العالم.. نأمل ذلك؟!