د.دلال بنت مخلد الحربي
تعد سلطنة عمان ذات تاريخ مشرف، وكانت لها امبراطورية شملت عمان وامتدت إلى سواحل غرب إفريقيا.. وتحفل بالمصادر العربية والأجنبية بأخبارها.
وعمان المعاصرة دولة تميزت بتوجه عقلاني تقوده حكومة تهتم بالمسار الداخلي وتحافظ على إقامة روابط وثيقه مع دول الجوار دون التدخل في شؤونها.
وقد تكون هناك بعض المآخذ التي برزت في الآونة الأخيرة عن سياسة عمان التي تختلف عن سياسات دول الخليج الأخرى، إلى أنها في واقع الأمر تعبر عن فكر هذه الدولة الذي يقوم كما أشرت من قبل على تعددية العلاقات والتفرد في المواقف وهي مسألة تخص كل دولة من دول العالم.
وما حدث في الآونة الأخيرة من انضمام عمان إلى دول التحالف هو دون شك خطوة حكيمة تعطي دلالات قوية على أن الحكومة العمانية تتخذ القرارات وفقاً للمصالح وأنها إن ابتعدت في لحظات إلا أنها لم تتخل عن دورها في التضامن مع أشقائها في دول الخليج.
ولعلي أنتهز فرصة الحديث عن عمان لأناشد بضرورة توثيق العلاقات الثقافية والاجتماعية، فالملاحظ أن التواصل الثقافي مع عمان -على حد علمي- ضعيف لا يتناسب وقوة العلاقة السياسية من الدولتين..
وما نتطلع إليه أن نرى عملاً أساسياً يؤدي إلى توثيق هذه العلاقة وترسيخ الصلات بين الدولتين في الإطار الثقافي لأن الثقافة هي محور أساسي في الربط بين الدول والشعوب.
والأفكار كثيرة في هذا المجال قد لا يتسع لهذا المقال، ولكن على نحو مبسط يمكن أن تكون في تفعيل العلاقات بين الجامعات السعودية والجامعات العمانية، وكذلك هيئة السياحة والجهة المسؤولة عن السياحة في عمان وبين الأندية الأدبية والمكتبة الوطنية ومثيلاتها في عمان وتنشيط حركة الزيارات بين الكتاب والمثقفين في الدولتين ليتعرفوا على بعضهم بشكل أكبر وأوثق.
وفي كل الأحوال: سلطنة عمان دولة مؤثرة تقودها قيادة حكيمة تربطها روابط وثيقة بشقيقاتها في دول الخليج لا يمكن أن تنفصل عنها..