أمل بنت فهد
من ينكر أن البيت الذي يُظهر أفراده الترابط والوضوح والتماسك والتلاحم.. يصعب اختراقه.. يصعب زعزعته.. يصعب التلاعب فيه.. يصعب أن يجد العميل مكاناً فيه.. بينما البيت الذي يتناحر أفراده.. ويكرهون بعضهم.. فإن الفرصة كبيرة للنيل منه ومنهم.. والأسهل تدميره.. وتشتيته.. لأنه دون هيبة.. ولقمة سهلة.. ومشاع لقطاع الطرق واللصوص.
وغالباً العدو الخارجي يتجرأ على عرين الأسد إذا لمس وجود الخونة في منطقته.. وشعر بتحركاتهم.. فإنه يأخذ تصريحاً بوجود ثغرة تسمح له بالمباغتة.. لكن إذا تأكد أن قلب المكان حصين بالوفاء والولاء والفهم والوعي.. فإنه يدرك أن خططه ليس لها مستقبل.
وفي آخر انتصارات الأمن السعودي على خونة الوطن.. والمواجهة الشجاعة التي وثقتها أنامل وطنية في حي الياسمين بمدينة الرياض.. إعلان صريح للعدو أياً كان مصدره.. خارجي أم داخلي.. أن المجتمع السعودي مدرك لأبعاد الخيانة.. وبات يعرف الخونة ويميزهم.. وأن فرصتهم في هذا الوطن العظيم باتت ضئيلة.. وضعيفة.. ما بين مجتمع يقظ.. وأبطال أمن جمعوا الشجاعة والمهارة في قلب واحد.
هذا الإنجاز الأمني والوطني له أبعاد لابد أن نقف عليها:
إن الإعلام يستطيع أن يصنع من لا شيء شيئاً.. فكيف بالحدث الضخم.. كيف بنجاح كهذا.. أحداث تحكي عن الأمن السعودي.. دقة الاستعداد.. ومهارة التطبيق.. وفن المواجهة.. وقدرات رجل الأمن.. عملية صعبة.. انتهت دون إصابة مواطن واحد.. دون خطأ.. رغم تعقيدات الموقع وحساسيته!
لذا نريد من الإعلام بكل أشكاله.. شيء من الابتكار.. والكثير الكثير من التوثيق.. توثيق العمليات.. توثيق التجهيزات.. توثيق القدرات.. فإن لدينا من القدرات الأمنية ما يستحق أن نفاخر به.. ونعلنه درساً صريحاً وقاسياً للأوغاد والخونة والأعداء.. ولكل من تسول له نفسه مجرد التفكير في جرح الوطن.
ويتضح لنا وللجميع أن المجتمع السعودي يدرك جيداً أنه جندي من جنود الوطن.. وحين يدرك المواطن دوره في حماية وطنه فإنه شريك الأمن والاستقرار.. ويعلن ثقته التامة بقوة رجال الأمن وفي دولته.
وأخيراً..
الشكر والامتنان لكل من ساهم في نجاح هذه العملية.. رجال أمن ومواطنين ومواطنات.. لكلٍ بطولته التي قدمها.. شكراً لدولتنا وقادتها.. شكراً لكل من آمن أن وحدة الوطن صمام أمان وقوة يشهرها في وجه القاصي والداني.
حفظك الله يا وطني.