إن تغيير اسم وشعار السلام للطائرات إلى «السلام لصناعة الطيران» أملتهُ المراحل المتقدمة التي وصلت إليها شركة السلام في مجال صناعة الطيران.
وعندما نذكر عالم الطيران بالمملكة، فإن التاريخ يرجع بنا إلى العام 1945م الذي مثّل إيذاناً بدخول المملكة في عالم الطيران - ذلك عندما قَدَّمَ الرئيس الأمريكي فرانكلن روزفلت بإهداء طائرة من نوع «دي سي 3 داكوتا DC-3 Dakota» من شركة دوقلاس للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، طيّب الله ثراه. ومنذ ذلك الحين توسّع مجال الطيران بشقيه المدني والعسكري في بلادنا، وأصبحت المملكة تمتلك إسطولاً عملاقاً من الطائرات المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى الطائرات الخاصة، مما استدعى أن يكون ضمن استراتيجية برنامج التوازن الاقتصادي تأسيس شركات متخصصة في مجال صناعة الطيران تعمل على تقديم الخدمات الخاصة بتلك الطائرات والنهوض بصناعة الطيران بوجهٍ عام من خلال نقل التقنيات المتقدمة في هذا المجال، مما أتاح أيضاً فتح آفاق جديدة من الفرص الاستثمارية أمام القطاع الخاص والفرص الوظيفية أمام المواطن.
وإذا ما أخذنا استراتيجية برنامج التوازن في ضوء ما حققته شركة السـلام كواحدة من أبرز شركات البرنامج بعد مرور نحو ثلاثة عقود منذ تأسيسها، نجـد أن تلك الاستراتيجية قد نجحت بكل المقاييس. فها هي شركة السلام اليوم تمثل أحد أبرز الدعامات الأساسية في مجال صناعة الطيران بالمملكة، حيث توفرت القدرة المحليـة على صيانة وعمرة وتحديث الطائرات بشقيها المدني والعسكري، ونفذت الشركة تلك الأعمال لما يربو على الألف طائرة عسكرية ومدنية وخاصة وطائرات عمودية، لكنها لم تتوقف عند تلك القدرات، بل تنامت قدراتها لتدخل في مجال التصنيع والتجميع، بدءاً بتصنيع بعض قطع غيار الطائرات، وقطع غيار المعدات العسكرية الأخرى ، ومن ثم انتقلت مؤخراً نقلة نوعية بدخولها في برنامج تطوير طائرات ف -15 التابعة لقواتنا الجوية الملكية السعودية من الطراز (S ) إلى الطراز المتقدم ( SA ) بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي والشركة المصنعّة «شركة بوينغ الأمريكية». وقد تم الانتهاء من تصنيع أول منتج من مقدمة الطائرة (F-15 SA ) بمرافق الشركة في أغسطس الماضي.
وبالتالي كان لا بد من إحداث تغيير في اسم وشعار « السلام للطائرات» إلى اسم آخر يتلاءم مع تلك التطورات في مسيرة الشركة، ونعتز كثيراً اليوم أن ندّشن بحضوركم الكريم المشّرف الاسم الجديد للشركة وشعارها. حيث اخترنا لها اسم « شركة السلام لصناعة الطيران»، وتم استيحاء الشعار الجديد ليعكس ذلك المسّمى من حيث القدرات الفنية الرائدة للشركة. ويتكون الشعار الجديد من ثلاثة ألوان يمثل اللون الأزرق فيها الثقة والطموح وقدراتنا المتزايدة في قطاع الطيران المدني، ويمثل اللون الفضي قدراتنا في قطاع الطيران العسكري بالإضافة إلى رمزية الابتكار والتقنية، بينما يمثل اللون الأخضر علم بلادنا الغالية. أما من ناحية الشكل فهو يتكّون من ثلاثة أجنحة تمثل مُجتمعةً شكل مولد الطاقة (التوربين).
ومما يُدخل على النفس السرور ويمثل لنا مصدر فخرٍ واعتزاز أن تجديد هوية الشركة اسماً وشعاراً وتُطلعاً إلى آفاق جديدة في عالم صناعة الطيران يتزامن وينسجم مع رؤية المملكة 2030، التي انطلقت من منصتها ثلاث مرتكزات تمثل مستقبل بلادنا الذي تطمح إليه قيادتنا الرشيدة، وهي الوصول بالمجتمع إلى مجتمع نابض بالحياة، وبالاقتصاد إلى اقتصاد مزدهر، وبالأمة إلى أمة طموحة. فنحن نستشرف مستقبل السلام لصناعة الطيران واضعين في أذهاننا تلك المرتكزات الثلاث ليتواكب تطورنا مع الطموحات التي رسمتها تلك الرؤية، مسنودين في ذلك بعون الله تعالى، ثم بدعم ومساندة حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومستلهمين قوله، يحفظه الله «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك».
وقبل الختام ، لا بد وأن نُرجع الفضل بعد الله إلى أهله فيما وصلت إليه اليوم «السلام لصناعة الطيران»، وما ينتظرها من مستقبلٍ زاهر بمشيئة الله تعالى، فالشكر كل الشكر للقيادة الرشيدة التي رسمت استراتيجية الشركة ووفرت لها كل عوامل النجاح، والشكر إلى كافة المسؤولين بوزارة الدفاع وقواتنا الجوية الذين وضعوا ثقتهم في قدراتنا المحلية وآزرونا في مسيرتنا، والشكر لجميع أفرع القوات المسلحة الأخرى، و الشكر لشركائنا الإستراتيجيين وعلى رأسهم شركة بوينغ الأمريكية، والخطوط الجوية العربية السعودية، والشكر لمنسوبي الشركة كافة وكوادرنا الوطنية على وجه الخصوص الذين يعملون بجدٍ وإخلاص ليضعوا شركتهم في موضع الريادة في مجال عملها.
يحيى بن حمود الغريبي - الرئيس التنفيذي