عبد الكريم الجاسر
أتابع بكثير من الاستغراب بعض ردود الأفعال حول ما أقوله في البرامج الرياضية وتعاطي بعض الجماهير معه سواء سلباً أو إيجاباً.. والحقيقة أنني دهشت من الكيفية التي يتم بها استيعاب ما أقول والتصنيفات التي يضعها كل شخص وفق تقييمه الشخصي أو من خلال الاصطفاف مع الجموع لترديد هذا الرأي أو ذاك وفقاً للتقييم المسبق الذي تم تصنيفك من خلاله بعيداً عما قلت أو طرحت والاستماع له بإصغاء على الأقل لمعرفة المقصود الذي في الغالب يكون واضحاً جداً لكنه يستعصي على بعضهم فهمه دون سبب واضح بالنسبة لي.. فعلى سبيل المثال قلت في إحدى حلقات برنامج مجلس 24 إن ثقافة الهلاليين اختلفت فلم يعد النقد مقبولاً كما كان سابقاً، حيث كانت الجماهير الهلالية تطالب الإعلامي بالنقد وعدم مجاملة الإدارة والضغط بقوة لكشف كل الأخطاء والمطالبة بتصحيحها.. وذكرت أن الخسارة في السابق كانت تقوم عندها قيامة الهلاليين، حيث تصطف الجماهير خلف النقد القوي للإدارة (مثلاً) أو للاعبين لتعديل المسار.. وهو حالياً أقل من السابق، بل إن هناك جماهير زرقاء باتت ترفض النقد وتطالب بالتركيز على المنافس وترك الشأن الهلالي، وهذا تحديداً ما كان موجودا في الغريم التقليدي النصر ولم يكن موجوداً في الهلال، استشهدت بالصعوبات التي واجهها الزميل سعود الصرامي حين التحق بالجزيرة (آنذاك) وحاول محاكاة الإعلاميين الهلاليين في طريقة معالجتهم لأوضاع ناديهم لكنه لم يستطع للرفض الذي واجهه ومطالبة أنصار ناديه بانتقاد الهلال وترك النصر وشأنه.. وفي الحلقة المذكورة تحدثت حول هذا المعنى وأشرت إلى أن الأمير عبدالله بن سعد -يرحمه الله- كان يستقبل إعلاميي الهلال وهم يتهمونه وينتقدونه بشدة ومع ذلك كان الولاء المشترك كافياً ليتجاوز كل الأمور الشخصية.. وربطت المواقع الآن بما سبق قائلاً: إن السابقين لم يكونوا يقومون بحملات مضادة تجاه من ينتقد وهدفه المصلحة العامة وأصبح المنافس وإعلامه لديهم من الاختلاف في النقد والانتقاد ما يسمح بمساحة شاسعة بين الجميع حيث شاهد عدة آراء دون أن يتم إقصاء أصحابها على الأقل بنسبة أقل.. وهكذا..
الشاهد في الموضوع هو ردود الأفعال حول هذا الكلام التي كانت غريبة جداً في ثقافتها، فهناك من قال: إنني قلت إن إعلام الهلال ضعيف. وآخرون رددوا أنني أشيد بإعلام النصر وأنه أكثر استقلالية من إعلام الهلال (!!!) وطرف ثالث قال: إنني أغدق المديح على النصر (!!) وهلم جرا..
والحقيقة أن ما ذكر كان بعيداً جداً عن المقصود والكلام الذي ذكر بوضوح (صوت وصورة) فلماذا كل هذا التباين؟!
وللإجابة عن ذلك أقول: إننا نقرر قبل أن نسمع أو نقرأ.. ونتخذ الأحكام مسبقاً وفقاً لما نريد ولما نعتقد وليس وفقاً لما أمامنا وهذه مشكلة عامة جعلت بعضهم يعطي عقله إجازة ويكتفي بترديد ما يقوله الآخرون بغض النظر عن أهدافهم.. فهل السبب غياب المرجعية القيادية أو الفكر.
لمسات
> وأخيراً أعلن الاتحاديون أنهم هم المسؤولون عن حسم النقاط الثلاث من رصيد فريقهم الكروي بغلطة أحد الموظفين في النادي.. ليضعوا كل من حاول اتهام جهات أخرى في موقف محرج جداً!!
> الأستاذ عادل البطي حظي بثقة اتحاد الكرة الجديد ليكون أميناً عاماً له وهي مسؤولية ضخمة، سيكون أبو فهد بإذن الله خير من يتصدى لها لكنها بالتأكيد مهمة صعبة يجب عليه النجاح فيها لإغلاق الطريق أمام المتربصين الذين ينتظرون سقوطه.
> كالعادة معظم الأندية لم تكن جاهزة ولفترة التسجيل الشتوية التي افتتحت لكن الأندية بدأت البحث بعد فتح الفترة وليس قبلها.. ولذلك لا أتوقع أن تكون هناك صفقات مميزة في ملاعبنا تستحق الاهتمام.. كما تعودنا خلال السنوات الماضية.
> من الأمور الغريبة جداً أن يكون هناك لاعب بحجم حارس المرمى الشبابي الدولي محمد العويس متاحا أمام الجميع ولا يجد من يقتنصه كفرصة ذهبية لن تتكرر.. لكن يبدو أن أوضاع الأندية المادية متردية.. ومطالب اللاعبين المالية غير منطقية!
> مالم يوضع برنامج وطني للنهوض بالفئات السنية لدينا من خلال إنشاء ملاعب تدريب وتوفير حوافز مادية وأجهزة فنية متميزة ومتخصصة ومحاسبة الأندية على عملها في القطاعات السنية فإننا لن نتقدم بالشكل المرجو وسنظل في نفس المربع إثارة وحماس وضوضاء خارج الملاعب وفقر فني داخلها.
> مع كامل الاحترام والتقدير لنائب رئيس نادي النصر عبدالله العراني فإن دوره في النصر ليس ظاهراً للمتابع العادي من خارج نادي النصر.. ولذلك لا أجد مبرراً لهذه الضجة المصاحبة لابتعاده.