يوسف بن محمد العتيق
في السابق كان العلماء إذا نقل لهم أحد الطلبة أو المتحدثين نصاً غريباً أو معلومة غريبة أو كلمة غريبة، قالوا عنه (فلان يغرب) أي يأتي بالغرائب، وهذه الصفة لا تأتي في عبارات المدح، بل هي في سياق الذم، وقد لا يكون ذم من العيار الثقيل كما لو كان هذا المتحدث يكذب، لكن المعلومة الغريبة، ليست محل احتفاء الكثير من النقاد والمتابعين والقراء والمستمعين.
وسبب أن البعض يأتي بكلمات غريبة في نظري هو الرغبة في أن يراه الآخرون مبدعاً يأتي بما لم تأت به الأوائل!!
لكن السؤال المتضمن الجواب هو، هل الإبداع يأتي في الإغراب؟!
طالعوا النصوص التي يكتبها كبار المبدعين عبر التاريخ، بل وطالعوا أروع القصائد الخالدة، يندر أن تجد بينها كلمة غريبة، بل طالعوا بعض القصائد الشهيرة من معلقات أو من روائع المتنبي وغيره تجدها كلمات يستطيع الجميع تذوقها والتفاعل معها.
لن أقول كما يقول بعض المعنيين بعلم النفس أن من يبحث عن الأشياء الغريبة من كلمات أو مصطلحات، قد يكون سببه مشكلة نفسية أو شعوراً بالنقص أو رغبة في لفت الانتباه، فهذا مما لا أستطيع الحديث عنه في مقال مختصر.
وفي الوقت نفسه لست مع من يتحدث بلغة ركيكة أو ضعيفة أو عامية هرباً من أن يأتي بالغريب، فجميل الارتقاء بذائقة المتابعين، لكن في حدود معينة مع مراعاة حال المتابع بشكل مستمر.