عمر إبراهيم الرشيد
إذا كان الإنسان ابن بيئته فإنّ الشخصية العمانية تجمع بين هدوء أهل السواحل وصلابة سكان الجبال، كرم نفس وطيب معشر إلى جانب شجاعة وقوة شكيمة عربية أصيلة. وقفت ضد البرتغاليين ببسالة وصدّت محاولاتهم النَّيل من عمان واحتلالها، نظراً لموقع عمان الاستراتيجي تجارياً وعسكرياً. ومعلوم أنّ عمان هي من دعت إلى تأسيس جيش خليجي موحّد بعد تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي، إلاّ أنّ تلك الدعوة لم تلق الاستجابة المأمولة. على أنّ دول مجلس التعاون كما يعلم الجميع، لم تتفق دوماً وعلى كل شيء وهذا أمر طبيعي، فأبناء البيت الواحد يختلفون وتلك سنّة الحياة، وربما هذا الاختلاف مصدر إثراء للتجربة الوحدوية المنتظرة بإذن الله تعالى، وعمان ليست استثناءً في هذا.
جاء انضمام السلطنة إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة - حفظها الله -، ليشكل مصدر فرحة وأمل، ذلك أن عمان هي خاصرة العرب الشرقية وحصن حصين ضارب في القِدم والعراقة، ولا يمكن لدول الخليج والجزيرة العربية ومعها بالطبع دول التحالف الإسلامي، أن تكمل مسيرتها في العمل المشترك والتعاون لمحاربة الإرهاب، وكل ما يشكل خطراً على الإسلام وأبنائه ودوله بدون عمان، بالنظر لموقعها وعمقها الاستراتيجي وتاريخها. وإن تحدثنا عن دول مجلس التعاون، فلأنها غدت مركز الثقل الإقليمي ومحوراً دولياً تتلاقى أو تختلف دول العالم في تعاملها معها، بالنظر إلى قوّتها الاقتصادية ومكانتها الدينية كون المملكة تشكل مركزها، لذا فقوة دول الخليج واتحادها قوة لدول العالم الإسلامي، ليس في حربها على التخريب ومحاولات اختراقها ودعم الإرهاب للنَّيل منها فحسب، وإنما في إرجاع الحقوق المسلوبة والأمن لربوع دولها المنكوبة. (هذا العماني ياكم شعاره سيفين والخنجر عماني) أغنية عمانية جميلة رددها العمانيون وطرب لها الخليجيون، مع تحقيق عمان بطولة كأس الخليج قبل سنوات، تذكّرتها مع دخول عمان مع شقيقاتها الدول الإسلامية في تحالفها ضد محاولات النَّيل منها من دول إقليمية ودولية، وضد الإرهاب بكل أشكاله، فأهلاً بالخنجر العماني الأصيل.