عبدالحفيظ الشمري
تعد المهرجانات الترفيهية هي الأعمال المناسباتية الأكبر، والأنشطة الأهم في مجال استقطاب الجمهور، وتحفيزه، وإشراكه من خلال جملة من العروض على هيئة منظومات عمل إبداعي تفاعلي؛ يحفز المتسوّقين والمرتادين، ويستميل الأسر نحو مشروع نفعي مشترك، تتضافر فيه الجهود، من أجل تعزيز العلاقات لبناء مفهوم مفيد للمتعة والترفيه في حياة المجتمع. إلا أن ما يلاحظ على هذه المشاريع الترفيهية في وقتنا الراهن أنها أخذت طابعاً أو نمطاً مستنسخاً ومكرراً من تجارب مشابهة لها في هذا المجال. فلا تجد أي فوارق بين هذه المهرجانات، أو الاحتفالات، لا سيما ما يُقام في المراكز التجارية، والحدائق العامة، والمنتزهات في المناسبات الوطنية والأعياد، وأيام الإجازات والعطل.
فالأمر الواعد الذي تسعى إليه الهيئات المتخصصة بأمر الترفيه هذه الأيام هو إعادة تعريف «الترفيه» والتنويه عنه، وإعادة تقييم كل ما يمارس باسمه، أو تحت عنوانه أو مظلته، كما أنه من الضروري أن يُعَرَّفَ الترفيه بأنه «صناعة» حاذقة، تتطلب أفكاراً نيِّرة، وعقولاً متميزة؛ تتخلَّص من فكرة ما هو نمطي معتاد من مشاركات بسيطة، وظهور عادي، وبرامج هشة، يقوم على تنفيذها أشخاص باجتهاداتهم الفردية؛ وقد تخلو هذه البرامج والأنشطة من التميّز والفرادة.
فالخروج من نمطية الترفيه في وقتنا الحالي؛ هو فك الارتباط بالحالة المناسباتية، وتخليصه من التكرار والرتابة، وأن لا يكون بأهداف وقتية محدودة، والنهوض بمتطلباته، وبناء مشروع ترفيهي واعد يقبل عليه الجميع، وليكون خطوة أولى تشق طريقها نحو الثبات والديمومة.
ومن المهم، بل والمفيد أن يرتكز مشروع «الترفيه» الواعد على أبعاد تكاملية مهمة، تتمثَّل في المشروع الرياضي، والسياحي، والتراثي، والتسوّق؛ ولكل من هذه البرامج أبعاد وفروع ومرتكزات ومؤسسات ذات قيم إضافية من أجل بناء مشاريع الترفيه في بلادنا.