سعد الدوسري
في فرع مرور الرياض بمعارض النسيم، كانت لي تجربة مميزة. فلقد حضرت الساعة السابعة والنصف مساءً لتجديد استمارة سيارتي، وكنت قد سددت الرسوم عن طريق الخدمات الإلكترونية للبنك الذي أتعامل معه، وأنهيت كافة الإجراءات عن طريق نظام «أبشر».
بعد أن سحبت رقماً، اكتشفتُ أن أمامي حوالي 10 مراجعين، وأن هناك 3 موظفين، وأن معدل خدمة كل مراجع، لا تتجاوز 4 إلى 5 دقائق.
ووسط إعجابي بهذه الحالة غير الاعتيادية، لفت نظري وجود ركن «ضيافة»، يبيع الشاي والقهوة والمشروبات.كل هذا تحت سقف واحد، في مساحة لا تتجاوز ستين مترا مربعا.
الموظف المختص بالغ في الحفاوة بي، عندما جلست أمامه. وأخذ يتجاذب معي الحديث حول الثقة، حين ألمحت له أنني ربما أحضر غداً لأجدد استمارة ابني، نظراً لانشغاله بامتحانات الجامعة:
- ولا يهمك، أخدمك بعيوني، ولكن... قالها وهو ينظر في الشاشة التي أمامه.
- لا تقول لكن، تراني جالس أمدحكم لي ساعة، بيني وبين نفسي!!
- ابتسم ابتسامة الواثق: ولا يهمك. أنت خلصت إجراءاتك على «أبشر»، بس ما سويت تأكيد.
- طيب؟!
- على يمينك، فيه جهاز تتوافر فيه كل خدمات الإنترنت. ادخل على حسابك في موقع «أبشر»، وقم بالتأكيد، وارجع لي.
- تبغاني آخذ رقم جديد؟! ترى عادي، متعودين!!
- لا، تعال لي مباشرة.
بعد أن استلمت استمارتي الجديدة، طلب مني الموظف تقييم خدمته لي، فوضعت علامة الرضى التام، لكي أؤكد للمرور أن عليه الاستمرار بهذا النهج، في خدماته الأخرى!