«الجزيرة» - سعود الشيباني / تصوير - عبدالملك القميزي:
كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن تنظيم «داعش» الإرهابي ليس عصابة بل واجهة لدول خارجية تستهدف المملكة وأمنها واستقرارها وشعبها، مشيرا إلى أن أفراد الخلية الإرهابية الذين تم قتلهم صباح أمس السبت وعثر بحوزتهم على أسلحة وأحزمة ناسفة ومتفجرات على يد أخطر الإرهابيين لتنظيم داعش سوف يتم التحقق من سكنهم بالحي ومن يتورط بالتستر على الإرهابيين سيكون تحت طائلة المسؤولية القانونية وسوف يطبق بحقهم الأنظمة. بدوره بين اللواء بسام عطية أن الأجهزة الأمنية خلال ملاحقتها الإرهابيين طوال الأعوام الماضية عثرت على 4 مصانع للمتفجرات أبرزها وأخطرها قبل عام وكان يديره مقيم سوري وضبط معه مقيمة فلبينية.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي واللواء بسام عطية من وزارة الداخلية أمس في نادي الضباط بالرياض، حيث أشار اللواء بسام عطية إلى أن الإرهابي طايع الصيعري كان مبتعثاً في نيوزيلندا لدراسة الهندسة ولكنه انضم لداعش ثم غادر لسوريا عام 1434هـ، وبعدها غادر لتركيا ثم السودان وتعرف على الموقوف عقاب العتيبي ثم تحرك لليمن ودخل المملكة بطريقة غير مشروعة وكانت تحركاته عبر الدول الأربع تتم بجواز مزور.
وفي السياق ذاته أكد اللواء التركي: أن ثقتنا في وزارة التعليم كبيرة ويقومون بجهود جبارة ولا يعني أن يكون انضمام الصيعري أو غيره من أبناء الوطن للتنظيمات الإرهابية دافعا لإيقاف الابتعاث، مشيرا إلى أن الطرق التي مكنت التنظيمات الإرهابية، خاصة «داعش» من التأثير على المبتعثين وتجنيدهم واستدراجهم لمناطق الصراع ما زالت تحت الدراسة لمعرفة كيفية إقناعهم وتوريطهم. وقال اللواء التركي: كل شخص يتم القبض عليه يخضع لبرنامج المناصحة، وهناك 15 % لا يجدي معهم برنامج المناصحة، مبيناً نجاح البرنامج مع 85 % منهم، حيث يعيشون حياتهم مستقرة ويستجيبون بشكل كامل له ويعودون عن الأفكار الضالة، كما أن الكثيرين منهم يبادرون إلى تقديم معلومات تساعد في القبض على إرهابيين وإحباط العديد من العمليات الإرهابية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن عودة البعض منهم إلى الفكر الضال لا يقلل من نجاح برنامج المناصحة ونتائجه. ولفت المتحدث الرسمي إلى أن البلاغات تصل للجهات الأمنية من الرقم 990 من كافة أنحاء المملكة. «وما يصلنا يبقى في دائرة ضيقة للغاية ولا أحد يعلم عنها وأحيانا ربما تكون البلاغات متكررة أو تعني بالمخدرات».
وأضاف اللواء التركي: الإرهابيون لا يترددون في استخدام الملابس النسائية، وطلال الصاعدي قد قبض عليه متنكرا بزي نسائي أثناء محاولته السفر للخارج. كاشفا في الوقت نفسه أن طلال شقيق الإرهابي فهد الصاعدي الذي انفجرت به قنبلة عام 2003 م بحي الجزيرة شرق الرياض عندما كان يقوم بإعداد متفجرات، ممتدحا المواطنين الذين يرصدون كل ما يثير الشك ويبلغون الجهات الأمنية، وقال إن المواطن السعودي برهن على أنه يرفض هذا الفكر الإرهابي.
وأردف اللواء التركي بأن تنظيم داعش الإرهابي استهدف المملكة بأكثر من 30 عملية إرهابية خلال عامي 1436 و 1437هـ غالبيتها فشلت، كما أنهم استهدفوا مساجد ورجال أمن، موضحا أن على جميع من تضرروا من العملية الإرهابية من سكان حي الياسمين في الرياض أو غيرها من الأحياء التواصل مع إمارة المنطقة ليتم تعويضهم. وحول سبب تركيز التنظيم الإرهابي في استخدام الأحزمة الناسفة في العمليات الإجرامية قال اللواء بسام عطية: إن التنظيم عَمد لاستخدام الأحزمة الناسفة نظرًا لقلة تكلفتها وسهولة حملها والتنقل بها، مبينا أن الهالك طلال الصاعدي سبق إيقافه مرتين بسبب مشاركته بالقتال في مناطق الصراع، وأنه من أخطر العناصر الإرهابية المطلوبة للجهات الأمنية نظرا لكونه خبيرا في صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة. وأضاف: يظل استهداف المساجد والأماكن المقدسة أحد أهم الركائز لدى التنظيمات الإرهابية، مبينا أن الهالك طايع متخصص في صناعة الأحزمة الناسفة والتدريب على استخدامها والتحرك بها والتخفي والإعداد النفسي وتكريس العمل الانتحاري. وبين اللواء التركي أن الهالك طلال متواري عن الأنظار منذ فترة.