لا أدري ماذا أكتب في حقّ وطن عظيم، أو من أين أبدأ كلامي؟ فأعماقي مليئة بكلمات لا أعرف لها وصفاً، كلمات الشّكر لك يا أغلى وطن نعم يولد حبُّ الوطن مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويدفأ في حضنها.
وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب - صلَّى الله عليه وسلَّم - على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليََّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيَّن لنا واجب الحبِّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلِّ شخصٍ سواء كان صغيراً أم كبيراً.
ويعتبر حبُّ الوطن رمزاً وفخراً واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلِّ قوَّة، وتجلّت حب المواطنة عند الكثير، وهذا ما نراه ونشاهده من ملك السلام الملك سلمان حفظه الله ورعاه، وإنني اجدد البيعة وأرسل رسالة حب ووفاء لملكنا خادم الحرمين الشريفين فأقول إنني أحمل داخل أنفاسي كلمات لا أعلم معناها هل هي للحب اقرب أم للتقدير انسب أم للوفاء اسبق كلمات لا أجيد قراءتها لأنها بحروف لم يسبق لي أن نطقتها ولا أجيد كتابتها لان قلمي احتار في صياغتها ولا أجيد عدها لان كثرتها جعل من عدها محالا. سيدي ربما هذا الكلمات أشبه بعطائك لوطنك نعم سيدي إن العطاء الذي ناله الوطن منك منذ بزوغ فجر أول يوم لك في عرشه لا يقدر بثمن ولا يعد ولا يصاغ بل يقابل بالحب والتقدير والفداء، نعم يحق لنا أن نحتفل في الذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملكاً وقائداً لمسيرة الخير والعطاء والنماء، وسط بهجة وفرحة غامرة أشرقت مظاهرها على امتداد الوطن.
ونحن سعداء هذا العام بما تحقق من منجزات سواء كانت سياسية وتنموية وكذلك التحولات الاقتصادية والإستراتيجية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين من خلال برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، وما جاء من إعلان الميزانية التي فاقت توقعات الخبراء الاقتصاديين وتغلبت على التحديات والظروف المالية كافة التي يمر بها العالم، وتجعل الأمر يحدو الجميع ولتؤكد من جديد استمرار السياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة من أجل رفاهية واستقرار وأمن شعبها برعاية خادم الحرمين الشريفين وبمساندة ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع - حفظهم الله ورعاهم، وحقق الأمل والرفعة لهم، نعم أريد أن أهمس في ذهن كل مواطن ومواطنة علينا أن نكون حذرين من الحملات الإعلامية الداعية إلى تفريق الصفوف والتعصب الأعمى، وخاصة ضد بلادنا لأن بلدنا يحسده الآخرون على ما يتمتع به من نعم كثيرة أولها نعمة الأمن و الأمان لذا يجب على كل واحد منا أن يحب تراب هذا الوطن.
وأخيراً لنعلم أن المواطنة الصالحة تتحلى بالإيجابية والبناء والتفاعل وإعمار الوطن، حقيقة إن الوطن هُوَ الحُبُ الوَحِيدُ الخَالِي مِن الشَوَائِبِ، حُبٌ مَزرُوعٌ فِي قُلُوبِنَا وَ لَم يصنَع. الوطن لاَ يَتَغَيرُ حَتَى لَو تَغَيرنَا بَاقٍ هُوَ وَ نَحنُ زَائِلُون. الوطن هو المَدرَسَةُ التَي عَلَمَتنَا فَن التَنَفسُ. فأنت يا وطننا يا مملكتنا مغروسة في قلوبنا وستظل مملكتنا بإذن شامخة بشموخ ملك السلام الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين وولي ولي العهد أدام عزهم وحفظهم.
- غدير الطيار