تمر الأمة العربية بفترة زمنية لم يسبق لها وأن عاشتها من قبل، فقد كان أعداؤها هم ممن يحيطون بها من الخارج، أو ممن لهم أطماع لتوسيع خرائط حدود مملكاتهم، أو أن تعيش زمنا من النزاعات الداخلية نتيجة لشح في مواردها أو لأسباب أخرى كالنزاعات القبلية وما إلى ذلك، ولكن ما يدمي قلوبنا جميعا منذ أن انطلقت شرارة ما يسمى بالربيع العربي هو أن تعيش الأمة العربية القتل والتهجير والتنكيل والخوف وانقطاع الرجاء والدخول في نفق مظلم في عصر مليء بالخيرات والعلم والثقافة في الوقت نفسه الذي تنافس فيه أمم أخرى على الازدهار، وتقدم شعوبها في جميع المجالات.
ومن هنا، تظهر لنا أهمية البيعة لأي أمة لاختيار رجل يتولى أمرها ويجلب لها المنافع الدينية والدنيوية وحفظها - بعون الله - من كل شر، بل ودفع هذا الشر عنها، وأن ينصف المظلومين ويردع الظالمين فيتحقق العدل والأمان ووأد الفتن.
ما تعيشه مملكتنا وقبلة الإسلام والمسلمين من أمن وسلام ورغد عيش، يشهد للقيادة الحكيمة سعيها الدؤوب لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لشعبها، وكل من يعيش تحت سمائها دائما وأبدا ولو في أحلك الظروف منذ أن قامت هذه الدولة على يد المؤسس المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز آل سعود، ولقد أظهرت بيعة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله أهمية سلاسة انتقال السلطة ما يبرهن على قوة اللحمة بين القيادة والشعب بالمملكة، ملك بايعه الجميع على السمع والطاعة، فحزم مع كل من يريد بمقدساتنا وترابنا وأهلنا بسوء، وما يزيد هذه الدولة رفعة وعظم شأن بين الأمم هو متانة وصلابة اقتصادها الذي يشهد تحولا استراتيجيا هذه السنة تحت ظل مليكنا المفدى أيده الله بنصره.
طارق دويدار - المدير الإقليمي مجموعة فنادق إنتركونتينيتال