مندل عبدالله القباع
دأبت المملكة منذ أكثر من (86) عاماً بعد توحيد هذا الكيان على يد موحده الملك عبدالعزيز ورجاله الأشاوس والعظماء الذين قطعوا الصحاري والفيافي وسهروا الليالي وواصلوا أيامهم وسنواتهم على مدى أكثر من ثلاثين سنة حتى تحقيق تكوين هذه الدولة العظيمة دولة التوحيد والعزة والشرف، معتمدين في ذلك على عقيدتهم الصحيحة المستمدة من كتاب الله وسنة نبي هذه الأمة المحمدية محمد صلى الله عليه وسلم، ودأبت على نشر العدل والمساواة بين أفراد هذا المجتمع المعطاء فانتشر شرائع ومظلة الأمن الجنائي والاجتماعي على جميع أرجاء مناطق المملكة شرقها وغربها شمالها وجنوبها ووسطها فأصبح المواطن والمقيم يأمن على دينه ونفسه ودمه وماله وعرضه، بعد أن كان يعيش عكس ذلك من النهب والسلب والقتل وعدم إقامة الحق ودحر الباطل، فمنذ ذلك التاريخ أصبحت السلطة والملك لدولة آل سعود، فأرست قواعد الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخارجي، حيث أصبحت المملكة لها علاقات خارجية عربية وإسلامية ودولية أسهمت وكانت من الأعضاء المؤسسين للجامعة العربية وعضو في الأمم المتحدة، وفي عام (1373) انتقلت البيعة من الملك عبدالعزيز بعد وفاته - رحمه الله وعفى عنه إن شاء الله - إلى الملك سعود ثم فيصل ثم خالد ثم فهد وعبدالله - غفر الله للجميع وأسكنهم فسيح جناته وجعل ما قدموه للمواطن والمقيم والمسلمين جميعاً في ميزان حسناتهم - إن شاء الله - وقد أرسوا جميعاً أطناب التنمية في جميع مناحي الحياة (الدينية والأمنية والتعليمية والاجتماعية والثقافية وجميع وسائل الاتصالات من طرق سريعة وطرق داخلية ووسائل اتصالات حديثة (من هاتف - وبريد - وبرقيات... إلخ).
ثم جاء عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين - متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر - حيث انتقلت له البيعة كما هو الحال مع إخوانه بكل سلاسة ويسر دون تكلفة، وهذا ديدن الدولة السعودية منذ توحيدها (دون تكتل أو تجمع أو أحزاب)، البيعة لله سبحانه وتعالى ولملوك هذه الدولة الفتية التي يشار إليها بالبنان داخلياً وخارجياً، وتمت البيعة من الأسرة الحاكمة للملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله جميعاً - وبوركت هذه البيعة من العلماء والمشايخ القائمين على ترسية وتثبيت العقيدة الإسلامية، إضافة إلى أفراد الشعب كافة الذين تقاطروا لمباركة هذه البيعة وتأييدها (فنعم البيعة ونعم الحاكم)، لأنهم رأوا في هؤلاء الحكام أنهم مؤتمنون على تنفيذ الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى من كتابه العزيز وسنة نبيه المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأنهم لن تأخذهم لومة لائم في تطبيق شرع الله المحكم على كل شاردة وواردة، على الصغير قبل الكبير، على الحاكم والمحكوم، كما قال الملك سلمان - حفظه الله - (إن من حق أي فرد مقاضاتي ومقاضاة سمو ولي العهد، وأن أبوابه مفتوحة وأذناه تسمع كل فرد من أفراد الشعب حتى المقيم)، وزاد على ذلك أن وسائل الاتصال من هاتف وغيره متاحة للجميع. وآخر ما قال وتحدث به (رحم الله من أهدى إلي عيوبي أو أي ملاحظة). فهذه هي ديمقراطية وشورى الإسلام، هذه هي صفات حكامنا من ملكنا إلى سمو ولي عهده إلى سمو ولي ولي العهد، إضافة إلى أمراء المناطق، فجميع الأبواب مفتوحة لمقابلتهم دون حجاب أو دون رهبة أو خوف وجهاً لوجه.
اللهم احفظ بلادنا من كل مكروه وأدم علينا نعمة الإسلام الذي هو عصمة أمرنا، واكفنا كل حاقد وشرير، واجعل من أرادنا وأراد مجتمعنا وشعبنا بشر هذا الشر في نحورهم ولا تجعل لهم راية ولا قائمة، واحفظ جنود بلادنا على الثغر الجنوبي الذين ضحوا بأنفسهم فداءً لبلاد الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهبط الوحي وانصرهم نصراً مؤزراً، إنك سميع مجيب وآخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).