رقية سليمان الهويريني
يترقب الاقتصاديون بتفاؤل مشوب بالحذر وصول مؤشر الداو جونز (DJIA) الأمريكي إلى مستوى عشرين ألف نقطة، ويعلق المستثمرون الآمال على تحقيق أسهمهم المكاسب المنتظرة.
والداو مؤشر صناعي يعد الأقدم في العالم لأكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك أنشئ في1896م. وكان يحتوي على أكبر 12 شركة أولها جنرال إليكتريك، ثم بدأت الإعداد بالتزايد حتى وصلت إلى 30 شركة عام 1928م، كما أنه مؤشر حساس يتفاعل مع الأحداث العالمية مثل الكوارث الطبيعية والحروب، والاضطرابات السياسية، والأخبار الاقتصادية، ويتقلب تبعًا للتقارير الاقتصادية مثل معدلات البطالة، وخلق فرص العمل، وأسعار الفائدة والناتج المحلي الإجمالي.
وما بين ترقب الاقتصاديين، وطموحات المستثمرين؛ يبقى محك نجاح ثباته في وضوح برنامج الرئيس المنتخب ترمب وتحركات الكونغرس فيما يتعلق بتشريع الخفض الضريبي الموعود خلال الأسابيع الأولى من توليه الرئاسة. ولا يُخفي المستثمرون مخاوفهم من تشكيلة الإدارة القادمة برغم إيجابية الأسواق حاليًا والتفاؤل حول استمرار نشاط الأسهم، والاخضرار الذي يسود المؤشر الأمريكي العجوز!
المقلق هو تسارع وتيرة انتقال الاستثمارات من الأسهم إلى السندات الأمريكية حتى وصلت إلى 32 مليار دولار في نهاية العام المنصرم 2016م، وهو ما جعل المحللين الاقتصاديين يؤكدون بلوغ المؤشر للذروة وأن التصحيح بات وشيكًا!
فهل سيصمد مؤشر الداو جونز عند العشرين ألف نقطة ويشهد وول ستريت أكبر رقم تاريخي للبورصة في نيويورك؟ أم سيُمنى المستثمرون بنكبة اقتصادية مثل تلك الفاجعة التي واجهها المستثمرون السعوديون عام 2006؟ وهل سيستمع المستثمر الأمريكي الصغير لتحذير السعودي بألا يلتقط السكين الساقطة، أو يكون آخر الداخلين فيصبح ضحية وطعمًا للهوامير؟
ومع صعوبة التنبؤ بدور الحكومة الأمريكية الجديدة، ومدى تدخلها في القطاع المالي وماهية الاحتياطات والتدابير الاقتصادية التي يمكن أن تحفظ للمؤشر توهجه ولشركاته تألقها، إلا أنني بحق أشفق على المستثمرين زملائنا «الأمريكان «من بلوغ الداو العشرين ألف! وأخشى أن يفقد البعض عقولهم أو أرواحهم بعد خسارة أموالهم.
ولعل ذكرياتنا بخسارتنا المالية البائسة ما زالت تخيم علينا فتفسد فرحة الاخضرار في نفوسنا، حتى إننا نصاب بالهلع ونحوقل حين يرتفع تاسي (السوق السعودي) 1000 نقطة في السنة ونقول: لا يا تاسي، لا تعد لنا المآسي!!