ناصر عبدالله البيشي
للمرة الثانية أكتب تحت هذا العنوان لإيماني التام أن الحوار من الوسائل الموصلة إلى طريق الإقناع بعيداً عن العبارات الجوفاء الخارجة عن الروح الرياضية وتعاليم ديننا الحنيف، قال تعالى {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (43-44 سورة طه).
وفي اعتقادي الشخصي أن الحوار يتطلب مهارات معينة وقواعد مبنية على أسس من الدراية مع عدم تحويل الحوار إلى جدل بيزنطي والانجراف خلف آفات اللسان الذي هو من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه متى ما عرفنا كيف ومتى نستعمل هذا اللسان. قال تعالى {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (18) سورة ق). وكما ورد في قواميس اللغة العربية أن الحوار والمحاورة تعني الاستماع والإنصات ومن ثم التكلم وهذا يعني ألا نسفه آراء الآخرين ولو ظهر منهم بعض الشطحات وبعض العبارات الغير مهذبة.
هنا أقول: مع الأسف الشديد والشديد جداً.. حيث إن ما نسمعه من بعض ضيوف البرامج الرياضية لدينا نجد هؤلاء عندما يحتمى وطيس التحاور نجدهم قد خرجوا عن العرف الرياضي المتعارف عليه.. الكل منهم يحاول أن يجبر الطرف الآخر على تبني وجهة نظره بدون إقناع تام، ولكن مع الأسف هناك عبارات يتفوه بها هؤلاء المتحاورون عبارات مخجلة وإسقاطات وشطحات وعبارات بذيئة سمعها الكل وهم يرددونها من خلال التلفاز.
إذا ومن هذا المنطلق أقول على الذين يوجهون مثل هذا السلوك المزعج حقاً.. نعم على الذين يوجهون مثل هذا السلوك السيء عليهم أن يدركوا تماماً أن ما يقوله الناس فيهم ليس شرطاً أن يكون صحيحاً، كما أن الثقة بالنفس تعد من أنجع الطرق للتغلب على مثل هذا السلوك غير المرغوب.
مجرد سؤال
تبادر إلى ذهني هذا السؤال ومعي بما لا يدع مجالا للشك كل الإخوة الرياضيين العقلاء. أقول أين هؤلاء وأولئك من الأسس الحوارية.. أين هو النقد الهادف البعيد عن التلفظ بعبارات بذيئة لا تمت للروح الرياضية بصلة بعيدة كل البعد عن الأخلاق السامية التي تعلمناها من ديننا الحنيف. والشاهد على ذلك الجدل الدائر بين هؤلاء المتحاورين عبر بعض البرامج الفضائية، لذا أقول مع الأسف لقد نسي أو تناسوا مع حرارة المعركة الحوارية بينهم تلك الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المتحاورون، لذا آمل أن نرتقي بأفكارنا ونبتعد عن الجدل العقيم ورفع الأصوات، وأحب أن أذكر هؤلاء المتحاورين لا بد من تحري العدل والصدق والموضوعية في الطرح.
القرآن الكريم أولى الحوار أهمية بالغة
قال تعالى {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (43-44 سورة طه).
ذكرت في مقال سابق قائلاً إن الحوار أو المحادثة لها أحكام وخصائص لا بد من التقيد بها أما إذا تحول إلى صراخ وخروج عن الروح الرياضية عليه فإن الحوار سوف يتحول إلى جدل وألفاض بذيئة مخجلة.
ولكن ما نسمعه من هؤلاء (المهايطين) وما أكثرهم في محيطنا الرياضي وبالذات الذين يظهرون عبر القنوات الفضائية.. أقول ما نسمعه من هؤلاء المصابين بألوان أنديتهم إنما هو تأجيج للشارع الرياضي الذي أصبح يعرف ما يدور حوله وفي محيطه الرياضي من أحداث مؤلمة. إذاً أقول لمن يظهرون في القنوات الفضائية قليلاً من التعقل ولا تهرولوا خلف ميولكم المكشوفة.