«الجزيرة» - محمد السنيد:
طمأنت شروط المشاركة في مهرجان الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل التي نشرتها إدارة المهرجان الهواجس التي تصاعدت بعد الإعلان عن تنظيم هذه المناسبة التي يتجاوز عدد حضورها المليوني شخص والمتوقع أن يشارك فيها في أكثر من 20 ألف رأس من الإبل، ما يعد أكبر مهرجان في مجاله على مستوى العالم، وفي استطلاع لرأي بعض المهتمين أفادوا بأن الترتيبات المعلنة جاءت بما يتواءم مع تطلعات المجتمع السعودي وتؤكد على قيمه ومبادئه الأصيلة، وتحاكي طموحات عشاق مزايين الإبل، خصوصًا أن المهرجان يأتي كمتوالية ثقافية متكاملة تعمّق من حضور التراث والأصالة في الحراك المعرفي والثقافي السعودي، ورأى البعض أن الشروط بداية (قوية) لنقل المهرجان إلى الحالة الوطنية التي تتطلبها المرحلة وتحتاجها للعبور إلى رؤية 2030 المباركة، مؤكدين على دقة التنظيم وعظم الطموحات.
وانقسمت الشروط المعلنة إلى ثلاثة أقسام منها ما يتعلق بتنظيم حالة المشارك ومنها ما يتعلق بالإبل المشاركة وما يرتبط بالجمهور والحضور، وآخر للمحافظة على المرافق والخدمات المساندة والانضباط الأخلاقي مع المكونات المختلفة للمهرجان إلا أنها تتحد لتقديم مهرجان وطني خالص تستثمر فيه القيم التاريخية والوطنية والثقافية إلى أقصى حد ممكن، وتفسح المجال لحضور أكثر مع الاستعانة بالتجربة السابقة للمهرجان، ففي جانب ضمان مشارك فعال يخدم أهداف التظاهرة التراثية والرياضية واشترطت إدارة المهرجان التسجيل الإلكتروني للمشارك لاختصار الوقت والجهد عليه، خصوصًا أن مدة الاستعداد والتجديد قصيرة وبهدف التماهي مع خدمات التقنية وهذا ما عكسه موقع المهرجان www.mzayeen.com الذي استقبل عددًا كبيرًا من التسجيلات مع مرور خمسة أيام فقط ومن مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية، ولفتت الشروط الخاصة بالمشاركين انتباه الكثيرين حول دقتها وشموليتها وجدّتها، ومن أبرز الشروط التي يجب توافرها في المشارك استخراج بطاقة مشارك فذلك سيساعد في توثيق المناسبة في الجانب العلمي، ومن ذلك تأدية القسم بأن الإبل تعود لملكيته أو أن والده أو أحد أبنائه أو أحفاده أو كلهم فقط هم من يشاركونه ملكيتها وذلك لاستبعاد دخول مشاركين مستبعدين أو مؤجلين إلى المسابقة من خلال أسماء أخرى تنطبق عليهم الشروط ما يشوه روح التنافس الرياضي الشريف، ويتعارض مع سعي المسابقة إلى مشارك متكامل الجاهزية، ومثل ذلك يقال على العبث بالشكل الطبيعي للإبل وجمالها الفطري.
وانسجمت الشروط مع القيم العربية الأصيلة فليس من القيم الدخول في منافسة ثم الانسحاب منها، لذا منعت إدارة المهرجان انسحاب المشارك في أي فئة بعد بداية العرض، وهناك شروط عدة تدعو لاحترام الوقت الوارد في جدولة الحضور إلى ميدان التحكيم، وبداية العرض وكل ما يدور في جانب احترام وقت المهرجان سيجعل منه مناسبة سلسة وانسيابية ويؤكد على التقيد بالوقت كجزء مهم من الحياة، وجزء آخر من التقيد هو عدم الغش بسن الإبل المشاركة بتأكَّد المشارك قبل التسجيل من عمر إبله تأكيدًا تامًا، كما أن الإساءة للآخرين من المنافسين سواء بصورة مباشرة أو في القصائد والشيلات غير المباشرة يتنافى مع الفروسية العربية ونبلها، والتقيد بعدد الإبل في فئات الجَمْل يقضي على عشوائية المشاركة ولا يتفق مع الاستعداد للمنافسة القوية مما يضعف جانبًا من عرض الإبل أمام لجنة التحكيم والجمهور، وأهداف أخرى سيحققها المهرجان وهو وجود شريحة إلكترونية لكل الإبل المشاركة أو البديلة أو التي يأتي بها أصحابها إلى منطقة المهرجان للبيع أو لغيره وذلك في سبيل بناء قاعدة معلومات قابلة للتحديث للإبل في المملكة العربية السعودية ستسهم في إحصاءات علمية وبحثية تالية ضمن مشروع وزارة البيئة والمياه والزراعة.
في المقابل أكَّدت إدارة المهرجان على ألا يتجاوز المشاركون إلى أساليب تؤدي إلى العصبيات والنعرات وكذلك إطلاق الأعيرة النارية أو رفع عبارات مسيئة تؤدي إلى الشحناء والبغضاء التي نهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف، فضلاً عن أنها تشتت الأذهان إلى غير الهدف الرئيس للمناسبة وهو اللحمة الوطنية واستظهار ما تنعم به بلادنا من وحدة وتماسك.
كما أن المهرجان يعدّ تجمعًا بشريًا كبيرًا لا بد من الحرص منه على صحة المشاركين والإبل والزوار، والمحافظة على نظافة الموقع وعدم إهمال بواقي الأطعمة شرط ضروري لضمان مناسبة صحية يطمئن لها الفرد وأسرته، حيث ستقوم فرق البيطرة التي هيأتها وزارة البيئة والمياه والزراعة بفحص الإبل المحددة من قبل المشارك في مواقعها وقبل بدء المهرجان بخمسة عشر يومًا في موقع المهرجان، وهذه المدة المقررة صحيًا لضمان صحة الإبل وعدم تغير حالها، ولهذا الغرض حذرت إدارة المهرجان من اختلاط الإبل المشاركة مع إبل أخرى بعد الفحص وأثناء نقلها إلى منطقة المهرجان، كما طلبت ذكر أسماء المرافقين والمخالطين لهذه الإبل أو العاملين مع صاحبها حفاظًا على سلامتهم وأمنهم الصحي.
وأكَّدت الأخبار التي نشرتها إدارة المهرجان على ضرورة الإسهام معها من قبل الجميع في إخراج مناسبة رائعة وممتعة تحقق الدعوة الواضحة إلى تأمل خلق الإبل كما أمرت الآية القرآنية الكريمة، وتستقبل الإدارة كل الاقتراحات على موقع المهرجان وتدرسها لتأسيس قاعدة عمل واسعة وقوية للمهرجان في السنوات المقبلة.
وحول تأجيل مشاركة الإبل من خارج المملكة العربية السعودية وخصوصًا من المشاركين المعتادين في المهرجان كل عام قال حساب دارة الملك عبدالعزيزعلى تويتر: (التأجيل هذا العام بسبب ضيق الوقت والعام المقبل سيتم ترتيب المشاركات الخليجية) في سعي إدارة المهرجان على ما يبدو للوصول إلى إجراءات جديدة وأفكار تطويرية مثلما فعلت في المشاركة الداخلية، علمًا أن المواطنين من دول مجلس التعاون يحق لهم المشاركة في هذا المهرجان، في حال كان لهم إبل سيشاركون بها موجودة داخل الحدود السعودية.