إلى الناقدة التي جعلتني أراني
يا لَلصدى! أين مني صوتيَ الطيني؟
تعبتُ أسأل عني في دواويني
أنا السجين بديواني، تقيّدني
سطوره مثل قضبان الزنازين
كالظلّ ينكرني بعضي وأُنكِره
كأنني لم أكن من بعض تكويني!
مشرَّدٌ.. لم أسِرْ في وزنِ قافيةٍ
إلا تعثّرتُ واختلّت موازيني
شعري خريطة تيهٍ.. كان مبدؤها
الشقاقَ بين دروبي والعناوين
أنا جروح المعاني، هل تضمّدني
حروفُ بيتٍ رتيبِ الشجوِ موزون؟
مشتّتٌ في دِلالاتي.. فقافيتي
إن تعترفْ بيَ تنكرْني مضاميني!
مدّثرٌ برؤى الأضداد ملتحفٌ
كل القراءات ما اسطاعت تعرّيني
كيف اقتحمتِ جدار الصمت عامدةً
واخترتِني أنا من بين المساجين؟
جعلتِ من وحدتي أفواج أسئلةٍ:
من ذا يسائل عني.. من يناديني؟
ما ثَم إلا بكاء الرمل، كيف إذن
فاجأتِني بابتسامات الرياحين؟
غيرَ الطيور التي قد هاجرَتْ، وسوى
عُرْيِ اصفراريَ لم تثمر أفانيني
حدوتِ لي -وأنا الصحراءُ- قافلةً
من الغيوم.. سرى طيفُ البساتين
لكنْ هطلتِ تباشيراً لقابلةٍ
يا لَلبشائر في أيام تأبيني!
يا أنتِ، أي شراعٍ كان غرّك إذْ
أغراك أن تمخري أمواجَ محزون؟!
كراسة الليل ديواني.. وجئتِ وفي
يديك علبةُ نجْماتٍ لتلويني
صوتي سكوتيَ.. لي من وحشتي وترٌ
كيف استطعتِ برغم الصمت تلحيني؟
وكيف كيف بِناي الضوء شاديةً
موسقتِ لحنَ الدجى من بحّة الطينِ؟
هذا جنوني الذي فسّرتِ نبرته
فمرحباً بك في دنيا المجانين
- شعر/ سعود بن سليمان اليوسف